ثقافة

بقلم مرشد السماوي: من المخزي أن تبقى عاصمة الجنوب صفاقس ومنبع الكفاح الوطني والحضارة الضاربة في أعماق التاريخ دون متاحف تؤرخ تراثها العظيم 

ملف هام ومثير للغاية ويبقى حديث المثقفين والمؤرخين ويثار في عديد المناسبات فمن هو الذي يمنع تشييد متحف كبير بصفاقس يؤرخ كل الحقبات التاريخية بقلعة النضال الدائم و الأغرب من ذلك إن ما يوجد من مناطق اثرية في وسط مدينة صفاقس واحوازها من العهد الروماني البيزنطي والبربري والاسباني والعربي الاسلامي الأغلبي اختصر في قاعتين بقصر البلدية بصفاقس بعمل قطع اثرية ثمينة وقد تعرضت سابقا لعملية سرقة لوحة فسيفسائية وتمثالين تم تهريبهما خارج الحدود.

والخزي حقا ان يصبح تاريخ صفاقس القديم والروماني خاصة مجمعا في المستودع البلدي في ثلاثة مخازن على علمي انها جلبت من منطقة طينة الأثرية ويعلم الله عن حالها اليوم وهل مازلت هذه الكنوز مودعة بالمستودع مع تماثيل عديدة للزعيم الهادي شاكر كان مركزا امام قصر البلدية زمنها واخر لمكتشف الفسفاط توماس تؤرخ لشركة صفاقس قفصة سابقا بحديقة بشارع الهادي شاكر تم انتزاعه ورميه بهذا المستودع ولم يسلم إلا تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة الذي بقي في هذا المستودع ثلاثة عقود من الزمن أو اكثر قبل ان يتم اعادته في مكان آخر بمنطقة باب الجبلي..

أما منطقة مدينة تبرورة الحقيقية التي هي المدينة الرومانية بما يعرف بهنشير الشقاف التي اقتصروها في عدة امتار مربعة مسيجة بعد أن اكتسحتها موجات التفويت في أراضي اثرية لاقامة منازل وعمارات سكنية.

مختصر الحديث صفاقس دون متحف يؤرخ للحقبات التاريخية لاكثر من 3 آلاف سنة ولا وجود لمتحف يؤرخ الحركة الوطنية في أرض التحدي والكفاح الوطني ومازالت المناطق الأثرية الهامة جدا بجبنيانة وقرقنة والعامرة بمنطقة بطرية وبرج الحصار بقرقنة ومنزل شاكر والمحرس بمنطقة يونقة التي تملك قلعة على ساحل البحر مهددة بالانهيار..

حتى متاحف التقاليد الشعبية بما يسمى بدار الجلولي فقد بريقه وفي حاجة للعناية والصيانة كما لا ننسى الفوانيس الثمينة الرائعة التي ازيلت بقرار بلدي زمن العشرية السوداء من منطقة باب البحر بما يعرف بالمائة متر التي تفصل بين

باب الديوان ومقر قصر البلدية وهذه النفائس تم الزج بها في المستودع البلدي حتى مشروع متاحف جديد وكبير بمنطقة صفاقس الجديدة ومعه متاحف الزيتون تم في ثمانينيات القرن الماضي اجهاضه وبيع مساحاتها لبناء عمارات..

فما هو رأي أهل الحل والعقد والقرار؟ وللحديث بقية.. 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى