بلغت، حسب الاحصائيات الرسمية، قيمة الصادرات التونسية نحو السوق الليبية 2649 مليون دينار سنة 2023 مقابل 2463 مليون دينار سنة 2022 أي بنسبة تطور إيجابي ناهز 8 بالمائة ويعد الاسمنت (البورتلاند) أهم المنتجات التونسية المصدرة نحو البلد الجار بحصة بلغت 8 بالمائة تليه المناديل والحفاظات الورقية بحصة مقدرة بــ 6 بالمائة بينما احتل زيت الذرى وجزيئاته المرتبة الثالثة بحصة بلغت 4 بالمائة من إجمالي الصادرات التونسية نحو السوق الليبية.
في إطار تنفيذ البرنامج الوطني للمشاركة التونسية في التظاهرات التجارية بالخارج بعنوان سنة 2024، ينظم مركز النهوض بالصادرات بالتنسيق مع سفارة الجمهورية التونسية بطرابلس والممثلية التجارية التونسية بطرابلس المشاركة التونسية في الدورة الخمسين لمعرض طرابلس الدولي خلال الفترة الممتدة من 15 الى 21 ماي 2024 .
حضور تونسي متميز
خلافا لكل الدورات السابقة لهذا المعرض الهام فقد تم تنظيم حفل افتتاح رسمي ضخم لهذه التظاهرة في دورتها الخمسين تحت عنوان ”الدورة الذهبية”، وذلك يوم 14 ماي قبل انطلاق فعالياته. وقد أشرف على هذا الحفل وزير الاقتصاد و التجارة الليبي محمد الحويج مرفوقا بأحمد أبو هيسة وزير الصناعة و المعادن وثلة من رؤساء البعثات الدبلوماسية ومديري أجنحة الدول المشاركة .
وقد بلغ عدد المشاركين في هذه الدورة إجمالا حوالي 300 عارض بين محلي و أجنبي، في حين سجل مشاركات عبر أجنحة وطنية على غرار جمهورية مصر العربية كضيف شرف الدورة، وإيطالياو المملكة العربية السعودية، وجمهورية ايران وإندونيسيا” و بالطبع الجمهورية التونسية التي تسجل حضورها في هذه التظاهرة الهامة من خلال جناح وطني امتد على مساحة 183 مترا مربعا ليأوي مشاركة 12 شركة تونسية مصدرة متخصصة في عدة قطاعات و فروع تتماشى مع متطلبات السوق الليبية كالصناعات الغذائية و الجلود و الأحذية ومخابر صناعات التجميل و العناية بالبشرة والبورسلان والكراس المدرسي وصناعات مختلفة أخرى علاوة على فضاء مؤسساتي لاستقبال ضيوف الجناح.
وقد استقبل الجناح الوطني المسؤولين الليبيين ليقوموا إثر ذلك بجولة على الشركات التونسية العارضة معربين عن إعجابهم بالعرض التونسي وتميز منتجاته التي تم تقديمها بطريقة متميزة للزائرين ليقوم الفريق المسؤول على إدارة الجناح في اختتام الزيارة، بتقديم هدايا للمسؤولين الزوار تمثلت في منتجات صناعات تقليدية تونسية وذلك تثمينا للعلاقات الاقتصادية والتجارية التونسية الليبية المتينة والراسخة.
تطور مستمر للعلاقات البينية
هذا ولطالما كانت ليبيا سوقًا مهمة لتونس ليس فقط بسبب قربها الجغرافي، ولكن أيضًا بسبب علاقة الجوار الوثيقة القائمة بين البلدين. ومع ذلك، فإن التغيرات التي شهدها الاقتصادين التونسي والليبي على مدى العقد الماضي أدت إلى تباطؤ التبادلات الاقتصادية بين البلدين.
وتُعتبر ليبيا الحريف الأول عربيًا وإفريقيًا لتونس، والخامس عالميًا، وتُمثل تونس المورد الثامن لليبيا على المستوى العالمي. وتشمل أهم المنتجات التونسيّة المصدرة إلى ليبيا خلال عام 2023، عديد المنتجات الغذائية والصناعية مثل الإسمنت والحفاظات والزيوت النباتية والعجين الغذائي وثاني فسفاط الأمونيا وبعض المنتجات المعدنية والمحولات الكهربائية، بينما تتمثل أهم الواردات التونسية من ليبيا في منتجات الكيروسين والبيوتان والكبريت ومنتجات من الحديد والصلب وبعض المنتجات الصناعية الأخرى.
وتهيمن المنسوجات والجلود على الصادرات التونسية خلال الفترة 2001-2020، كما أن المنتجات الرئيسية التي استوردتها ليبيا تحتل أيضًا حصصًا كبيرة نسبيًا في الصادرات التونسية من السلع، مما يعكس وجود نوع من التكامل بين المعروض من الصادرات التونسية والطلب على الواردات الليبية. ويؤكد هذه النتيجة مؤشر التكامل الذي بلغ 41 بالمائة في المتوسط سنويًا خلال العقدين الفارطين، مما يشير إلى أن ليبيا سوق لم يتم يحضر فيها المصدرون التونسيون بشكل كافٍ. وبالتالي، فإن المزيد من التوجه نحو هذه السوق يمكن أن يقلل بلا شك من ضعف الاقتصاد التونسي، الذي يعتمد بشكل خاص على دول الاتحاد الأوروبي. وسيكون هذا أكثر قابلية للتحقيق إذا تمكنت ليبيا من إنعاش نشاطها الاقتصادي، مما سيعزز الاقتصاد التونسي مرة أخرى ويتيح له فرصًا جديدة.
تظهر دراسة تطور صادرات السلع التونسية إلى ليبيا وصادرات مورديها الآخرين أنه من بين البلدان المغاربية، فإن تونس وحدها هي من بين أكبر 20 دولة مصدرة إلى ليبيا وتحتل مرتبة مرضية. ومع ذلك، فقدت تونس حصتها في السوق الليبية (حوالي 3.9 بالمائة).
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات