عالمية

بقلم مرشد السماوي: الإبادة الجماعية والتواطؤ الدولي في غزة ولبنان..هل من أمل في تدخل المنظمات الإنسانية؟

ما يحدث من إبادة جماعية للمدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية واللبنانية يدعو للتساؤل: متى تتحرك الجهات الطبية من خلال منظماتها العالمية؟ خاصة بعد أن ساهمت دول كبرى في تمويل وتنفيذ هذه الجرائم الوحشية. لقد فقدنا الأمل في القوى العالمية والمنظمات الدولية لردع العصابات الصهيونية وإيقاف الإبادة الجماعية لإخوتنا في الأراضي الفلسطينية.

هل هناك موقف جدي من المنظمات الطبية للتدخل ووقف هذه الاعتداءات الوحشية والهمجية، دفاعًا عن أبسط الحقوق المدنية؟

لقد تأكد لنا أن العالم تحكمه لغة الغاب، حيث يتعدى من يملك السلاح والمال والتكنولوجيا على المدنيين العزل، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم تهدمت منازلهم وهُجروا وتمت ملاحقتهم لتصفيتهم جسديًا حتى تحت الخيام. هؤلاء ما زالوا مهددين بالعطش والمجاعة، وتُمنع عنهم شاحنات الإغاثة والدواء. بل تم منع حتى حمل الجرحى، في ظل قصف سيارات الإسعاف من قبل الكيان الصهيوني بكل وقاحة وحقد.

المثير للسخرية هو أن معظم الدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوبًا، تكتفي بالمشاهدة، بينما البعض منهم قد صمت إلى الأبد دون أي تحرك أو تنديد بما يجري من جرائم وحشية غير مسبوقة. وفي المقابل، هناك دول أخرى وشعوب في مختلف القارات الخمس تندد وتتخذ قرارات شجاعة دعماً لحق الفلسطينيين واللبنانيين في العيش بسلام وأمان على أراضيهم.

المؤكد أن الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني، والتي خلفت أكثر من 42 ألف قتيل وقرابة مئة ألف جريح، بالإضافة إلى الآلاف الذين ما زالوا تحت الأنقاض في غزة ومدن فلسطينية أخرى، ليست إنجازاً عسكرياً للقوات الغازية، بل كلفتهم خسائر مادية هائلة، وقتلى بالمئات، وجرحى، ودماراً للاقتصاد. كما فر أكثر من مليوني مواطن إسرائيلي، وهناك خوف غير مسبوق في كل الطبقات الشعبية. ومع ذلك، هناك بارقة أمل في انتصار القوى المقاومة في جميع الجبهات.

إن ما يحدث اليوم من نتائج لحرب مجنونة ومكلفة يشير إلى بداية نهاية ما يسمى “دولة إسرائيل”، كما اقتنعت بذلك شعوب العالم وحكوماتها. أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر أصبحت أكبر أكذوبة في التاريخ، ولم يعد يصدقها حتى من يساند ويمول إعلاميًا القوى الصهيونية التي ستدمر عاجلاً أم آجلاً. ولا يضيع حق وراءه طالب.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى