سجّلت الأسواق العالمية انخفاضا حادا، اليوم الاثنين 7 أفريل 2025، فبعد إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية ضخمة، ورد فعل سريع وحاد من الصين، انهارت البورصات العالمية الكبرى، وانخفضت أسعار النفط، وتراجعت العملات المشفرة بشكل حاد. ليدخل الاقتصاد العالمي بذلك مرحلة من الاضطرابات الشديدة.
*رد صيني غير مسبوق:
جاء رد فعل بكين فورياً وغير مسبوق، حيث فرضت الصين رسوماً جمركية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، وهو إجراء أوسع نطاقا وأكثر قسوة من الاستجابات المستهدفة التي شوهدت خلال الحرب التجارية في عام 2018.
ويبدو أن الأسواق لم تكن تتوقع تصعيداً بهذا الحجم. كما أعلنت الصين عن فرض قيود على تصدير المعادن الإستراتيجية، مما يزيد من المخاوف بشأن سلاسل التوريد. وتتمثل أبرز مخاطر هذه المستجدات في احتمال كبير جداً لحدوث ركود اقتصادي عالمي، وليس فقط في الولايات المتحدة.
*النفط والبيتكوين في هبوط حر:
تراجع سعر برميل النفط الأمريكي الخام إلى ما دون 60 دولارًا للمرة الأولى منذ شهر أفريل من سنة 2021، ليصل إلى 59.94 دولارًا، بانخفاض قدره 3.31%. أما البيتكوين، فقد تم تداوله عند 76,774 دولارًا، مسجلاً تراجعًا يقارب 8% خلال 24 ساعة.
*دفاع قوي من دونالد ترامب:
يواصل دونالد ترامب تمسكه بموقفه، أمام حالة الذعر التي سادت الأسواق العالمية، حيث شبّه الرئيس الأمريكي قراراته بعلاج اقتصادي، قائلاً: أحيانًا يجب تناول علاج من أجل الشفاء. الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية”، مضيفًا أن الاقتصاد الأمريكي أصبح معتمدًا بشكل مفرط على الواردات. وأكد ترامب أنه أمضى عطلة نهاية الأسبوع في التواصل مع قادة أوروبيين وآسيويين ” جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق”.
*بدأ سباق المفاوضات:
أعلن البيت الأبيض أن أكثر من 50 دولة اتصلت بالفعل بالولايات المتحدة لفتح المفاوضات. ومن بين هذه الدول، تحاول تايوان اتباع نهج تصالحي، حيث أعلنت عن إزالة العديد من الحواجز الجمركية وزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة، على الرغم من التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 32%. كما تسعى دول مثل فيتنام وتايلاند وماليزيا وكمبوديا، التي تستهدفها زيادات جمركية تتراوح بين 32% و49%، إلى بدء حوار مع واشنطن.
*الزيمبابوي تعتمد سياسة التهدئة:
في رد فعل مفاجئ، أعلن رئيس زيمبابوي، إيمرسون منانغاغوا، إلغاء جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية، وذلك ردًا على فرض الولايات المتحدة ضريبة جمركية بنسبة 18% على بلاده. وتأتي هذه الخطوة كمحاولة للحفاظ على قنوات الاستيراد مفتوحة والحد من ارتفاع الأسعار.
*هل هي ثورة في النظام الاقتصادي العالمي؟
ستيفن إينيس، المحلل في شركة إس بي آي لإدارة الأصول: “لم يعد الأمر مجرد صراع تجاري، بل إعادة تشكيل جذرية للنظام الاقتصادي العالمي تحدث في الوقت الفعلي”. ويتفق المراقبون على أن هذه الموجة الجديدة من السياسات الحمائية قد تؤدي إلى اضطراب طويل الأمد في حركة التجارة الدولية، ما قد ينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي، وفرص العمل، واستقرار العملات.
*وضع متقلب يستدعي المتابعة الدقيقة:
في ظل بدء الأسواق أسبوعها وسط حالة من الغموض الشديد، ستكون الساعات المقبلة حاسمة. إذ يترقب المستثمرون والحكومات على حد سواء القرارات القادمة من واشنطن وبكين وسائر القوى الاقتصادية الكبرى، على أمل استئناف الحوار قبل أن تتفاقم الأزمة وتتحول إلى أزمة طويلة الأمد.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات