تفتح السلط التونسية افاق جديدة في العلاقات التجارية والاستثمارية مع تركيا وذلك في سياق تنظيم منتدى مشترك للأعمال يكتسي أهمية بالغة، اذ من المنتظر ان يمكن من صياغة معالم مستحدثة للشراكة بين الجانبين، خصوصا انه يمثل اول لقاء يأتي بعد تعديل اتفاقية التجارة الحرة العام الفارط.
تنطلق تونس في افق جديد لتعزيز علاقاتها مع تركيا في إطار متناظر بما يجسم حرص سلط الاشراف الوطنية على أن تكون الشراكة مع أنقرة أكثر تكافئا، وهو ما يمكن من تنفيذ أهداف البلاد تجاريا واستثماريا على اساس المساواة مع فتح أبواب التعاون لتعزيز المبادلات الاقتصادية في كافة القطاعات.
معالم جديدة للشراكة
مثل منتدى الأعمال التركي – التونسي، الذي احتضنته مدينة إسطنبول يوم أمس الأربعاء 5 جوان 2024 فرصة مهمة لصياغة معالم جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين بعدما شهدت إشكالات على مستوى توازنها بما تسبب في رصيد تجاري غير متكافئ طيلة العشرية الماضية.
ولئن اتسمت العلاقات بفتور طيلة سنوات نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الرغم إبرام شراكة تجارية حرة في 2005، إلا أن ما بعد 2011، جعلها تتنامى بوتيرة سريعة. ولكن مع تواجد البضائع التركية في السوق التونسية بشكل مكثف، سعت السلطات منذ سنة 2020 إلى إعادة تعديل العلاقات المشتركة، وجعلها تسير في نطاق شراكة ذات منافع متبادلة، بما يخدم اقتصاديْ البلدين.
في هذا الإطار، أشرفت كلثوم بن رجب وزيرة التجارة وتنمية الصادرات، أمس الأربعاء، باسطنبول رفقة عمر بولاط وزير التجارة التركي، على فعاليات منتدى الأعمال والشراكة التونسية التركية، وذلك بحضور سفير الجمهورية التونسية بتركيا والقنصل العام لتونس باسطنبول، وسفير تركيا بتونس ومشاركة أكثر من 200 من رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية برئاسة سمير ماجول رئيس الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، من الجانب التونسي ونايل ألباك رئيس مؤسسة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية من الجانب التركي.
وقد أكدت كلثوم بن رجب في كلمتها الافتتاحية على أهمية هذا المنتدى الذي يعكس التوجه الجديد للعلاقات الاقتصادية الخارجية للبلاد الذي يعتمد على الندية وحماية النسيج الاقتصادي الوطني والترويج لتونس كوجهة اقليمية وعالمية للاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية.
وقالت الوزيرة أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين في 2023 بلغ حوالي 1.6 مليار دولار، وأضافت أنها تتطلع أن يتطور هذا الرقم في السنوات القادمة بالنظر للإدارة السياسية بين البلدين في استكمال وتوسيع التبادل الحر بين البلدين. ودعت إلى أن يكون المنتدى، “نقطة انطلاق لتوجيه الاستثمارات التركية لتونس خاصة في قطاع الطائرات بدون طيار وصناعة السيارات، وصناعة الأقمشة والسياحة. وأوضحت أن تونس تتطلع أيضا للاستفادة من التجربة التركية في تعاملها مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجال تقريب التشريعات الاقتصادية والصناعية مثل نقل التكنولوجيا المستدامة وتنمية الصادرات.
إرادة لدعم المبادلات الاقتصادية
قال وزير التجارة التركي عمر بولاط إن حجم التبادل التجاري بين تركيا وتونس ارتفع من 318 مليون دولار قبل 20 عاما إلى 1.6 مليار دولار في 2023 بعد أن كان قد بلغ ذروة بقيمة ملياري دولار عام 2022. وأكد عزم حكومتي البلدين على رفع أرقام التجارة والاستثمار إلى مستويات أعلى رغم الانخفاض الأخير. وأشار بولاط، إلى وجود استثمارات للشركات التركية في تونس بلغت قيمتها نحو 700 مليون دولار.
وقد انطلقت أمس أعمال المنتدى الذي بادر إلى تنظيمه مجلس العلاقات التجارية الخارجية في تركيا بمشاركة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وقال رئيس مجلس العلاقات التجارية في تركيا نايل أولباك “هناك اهتمامات مشتركة بين البلدين في الصناعة والسياحة والطاقة المتجددة، وقطاعات أخرى هامة يمكن العمل عليها، فضلا عن قطاع زيت الزيتون والسياحة الطبية والتعليم. وأضاف “نرغب بمزيد من الطلاب التونسيين في تركيا. وفي مجال الصحة يجب أن نبحث عن كيفية التعاون والاستفادة بين البلدين وبكل هذه الفرص”.
وقد توج هذا المنتدى بتحيين الاتفاقية بين الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ونظيره التركي وتم الاتفاق على تنظيم لقاءات مهنية في تونس مع الحرص على دورية انعقاد هذا المنتدى ومتابعة نتائجه العملية من الجانبين.
من جهة أخرى، حثت الوزيرة السياح الأتراك على زيارة تونس والسعي لتحقيق توازن بين الجانبين في هذا المجال.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات