من المفارقات الغريبة والمضحكات المبكيات أن نسمع اليوم بأن هناك مغنين، وأفضّل ألا نطلق عليهم لقب “فنانين” لأن الفن أرقى وأسمى من أن ننسبه لأشخاص يُعرفون فقط في مجال الغناء. فالعديد من هؤلاء المغنين من دول عربية لا يملكون مؤهلات عليا في الموسيقى والغناء. ومنهم من كان عاملاً يوميًا أو موظفًا في شركة كهرباء أو حتى عاطلاً عن العمل، إلا أن الدعاية، سواء كانت مجانية أو مدفوعة، قد نفخت في صورتهم. وآخرون، صنعتهم علاقاتهم بأصحاب الجاه والمال…
ما يثير قلقنا هو أن هذا النوع من المغنين، الذين أنتجتهم ماكينة شرقية، أصبحوا يشترطون مبالغ طائلة عند دعوتهم للمشاركة في مهرجاناتنا الصيفية، وهذه المبالغ تُدفع بالعملة الصعبة.
كفى عبثًا وإهدارًا للمال العام وتجاهلًا لنجومنا التونسيين في عالم الغناء والموسيقى. فلماذا لا نمنع إنفاق مليارات من العملة الصعبة على مغنين يأتون من خارج الوطن، وبعضهم يغني في أماكن كمسرح قرطاج ثم ينضم إلى فرق تونسية في حفلات خاصة أو علب ليلية كما حدث سابقًا؟
لماذا لا نعود إلى تقاليدنا التي تعودنا عليها في عهد الحبيب بورقيبة، بمشاركة فرقنا الموسيقية ومغنينا التونسيين في عدة دول عربية وصديقة ضمن ما يُسمى بـ”الأسبوع الثقافي التونسي”، وبالمقابل نستقبل فرقًا من خارج الوطن في إطار التبادل الثقافي والفني دون إهدار الأموال.
أعتقد أن رسالتي قد وصلت مضمونة للمسؤولين عن القطاع الموسيقي في بلادنا وللوسطاء السماسرة من تونس وخاصة من خارجها… وللحديث بقية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات