من أكبر الظواهر الغريبة في بلادنا هو ارتفاع عدد المحسوبين على عالم الغناء بسرعة في زمننا الحالي، حيث يتزايد عددهم بالآلاف ويقدمون أنفسهم بكبرياء ووقار باعتبارهم فنانين، ويحتلون مساحات في وسائل الإعلام، خاصة العامة والمملوكة لشركات خاصة. والمثير للدهشة والقلق أحيانًا هو أن بعضهم ليس لديه فهم في عالم الموسيقى ولا مخزون فني أو علمي أو ثقافي، بل يعتمدون على الصور واللباس والديكور والكليبات الغريبة.
والأكثر من ذلك أحيانًا هو أن هناك من يكذب على تونسيينا، حيث ينتمي بعضهم إلى موجة جديدة من الغناء التي لا علاقة لها بالفن الموسيقي الراقي، بل تقتصر على الأغاني السطحية والكلمات البذيئة أحيانًا، ويتضمن بعضها مقاطع موسيقية مسروقة من لغات أجنبية أو عربية قديمة أو حديثة.
والمزيد مما يثير الدهشة هو أن هناك فئة من هذه الموجة الجديدة، وحتى من الصاعدين في مجالات الموسيقى التقليدية أو الفن الشعبي، يجنون من خلالها ملايين الدنانير من المشاركة في المهرجانات العامة والحفلات الخاصة، دون أداء واجباتهم الجبائية ليكونوا مواطنين صالحين.
وأمام هذه الأوضاع وما يتلقاه العديد من المغنيين، حتى لا نقول فنانين، من مبالغ طائلة عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة، سواء كانت مجانية أو مدفوعة الأجر، على الرغم من عدم امتلاكهم لمؤهلات صوتية محترفة، فقد علمنا أن مصالح الضرائب فتحت ملفات عديدة خاصة بالمتهربين، وستخضع الأشخاص الذين يرفضون دفع الضرائب للمساءلة والتدقيق في دخولهم وثرواتهم.
ويجب الحرص على منع أولئك الذين لا يمتلكون مؤهلات موسيقية احترافية من ممارسة فن الغناء بطرق غير قانونية، كما يجب احترام حقوق المغنيين والملحنين في عالم الغناء التونسي، ولابد من الحصول على تراخيص من أهل المتوفين قبل استغلال أغانيهم.
والله أعلم.”
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات