ثقافة

تونس: عندما تُغرّد دليلة مفتاحي خارج سرب “قلب الذّيب”..

لعلّ الضجّة والحرب الإعلامية بين قناتي الوطنية الأولى والحوار التونسي التّي اندلعت بسببه، جعلت الجمهور التونسي يتعطّش لمتابعة مسلسل “قلب الذّيب” حيث انتشرت تدوينات تعبّر عن فرح لعديد من روّاد مواقع التواصل الإجتماعي بخبر موافقة محكمة الإستئناف على عرضه بعد أن أعلن المُحامي منير بن صالحة عن ذلك.

لعلّ أيضا امضاء المسلسل بإسم مخرج شاب عرفه الجمهور العريض وأحبّه في الأعمال الفكاهية وهو بسّام الحمراوي، زادت في تطلّعات الجمهور لضرب موعد مع عمل ضخم في هذا الموسم الرمضاني.

كلّ هذه التطلعات والآمال خاب أغلبها منذ الحلقات الأولى من المسلسل وتبخّر ما تبقّى منها وهو على مشارف النهاية، فالمسلسل يتضمن العديد من الهنات إنّ كان ذلك على مستوى بعض الأخطاء التاريخية الفادحة حيث كان على أصحاب العمل التفكير في أنّ عملا دراميا مثل هذا المسلسل لا يحتمل الحطأ، فالإستعانة ببعض المؤرّخين ومراجعة النّص والتّثبت منه كانوا سيجنّبون “قلب الذّيب” جملة الأخطاء الفادحة التّي عرضها.

الطّول المُبالغ في بعض المشاهد مُقابل اقتطاع بعض آخر بطريقة واضحة ويمكن حتّى لغير المتضلعين في مجال المونتاج والصورة أن يُلاحظوه وبشدّة، وربما يعود ذلك للظروف التّي انتج فيها العمل خاصّة مع انتشار جائحة كورونا التّي حالت دون اتمام العديد من الأعمال.

”قلب الذّيب” ربّما لم يكن موفّقا عموما ونقائصه عديدة لكنّ يجب التنويه بآداء العديد من كبار ممثلّي الساحة التونسية على غرار لطيفة القفصي وفتحي الهداوي وعيسى حرّاث الذّي يبقى أداؤهم مميّز مهما كان العمل الذّي يُشاركون فيه.

لكنّ العلامة الفارقة فعلا ومن غرّدت خارج السّرب في هذا العمل هي الكبيرة دليلة مفتاحي فرغم أنّ ظهورها محدود وعدد مشاهدها ليس بكثير لكنّ الشاشة لا تملّها فأدائها يجعل المتفرج يتمنى مشاركتها في كل مشاهد العمل.

دليلة مفتاحي لا تحتاج حتّى للكلام خلال آداء دورها فتقاسيم وجهها كفيلة بإيصال معاني لا تحصى لجمهورها، حتّى أنّ وقع صوتها مختلف فهي تجعل المشاهد يشعر وكأنّها تخاطبه مباشرة وربّما هذا ما جعل من المخرج يختار أن تكون ضمن الومضة الإشهارية للمسلسل.

هذا يعني أنّ دليلة مفتاحي اليوم في الساحة الفنّية التونسية ليست هي التّي تُقدّم الإضافة للأعمال المشاركة فيها فقط، بل ربّما نسبة كبيرة من الشاهدين يتابعون بعض الأعمال فقط لمشاركة هذه الفنانة فيها.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى