غالبا ما يتم فهم علم النفس بشكل خاطئ بسبب الانتشار المفرط والترويج لأفكار معينة.هذه الأفكار الخاطئة، التي غالبًا ما تروجها وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، تشوه الواقع العلمي. إليك أربع أفكار شائعة في علم النفس من الضروري تفكيكها:
1-النرجسية: أكثر من مجرد أنانية:
النرجسية غالبًا ما تُفهم خطأً على أنها مجرد أنانية أو حب مفرط للذات. في الواقع، النرجسية هي اضطراب في الشخصية يتسم بأنماط سلوكية أعمق بكثير من مجرد الأنانية. الشخص النرجسي يعاني من حاجة مفرطة للإعجاب والاهتمام، كما يعاني من نقص حقيقي في التعاطف مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يكون لدى النرجسيين شعور مبالغ فيه بأهميتهم ويعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة، مما يجعل علاقاتهم مع الآخرين غير متوازنة ومبنية على الاستغلال.
2-التلاعب العاطفي: ليس بمجرّد خلاف:
غالبًا ما يُستخدم مصطلح “التلاعب النفسي” بشكل خاطئ لوصف الخلافات أو النقاشات. المصطلح أصله من مسرحية تعود لعام 1938، وأصبح شائعًا بفضل فيلم صدر عام 1944، ويشير إلى شكل من أشكال التلاعب النفسي الذي يهدف إلى زرع الشك في عقل الضحية. في الواقع، لا يُعد الخلاف أو محاولة تغيير الرأي تلاعبًا نفسيًا. فالنقاشات والخلافات هي جوانب طبيعية في التواصل.
3-المحفزات العاطفية: تفسير مبالغ فيه:
غالبًا ما يُفهم مفهوم المحفزات العاطفية بشكل مبالغ فيه. تُشير المحفزات العاطفية إلى المواقف أو الأحداث التي تثير استجابة عاطفية قوية لدى الفرد بناءً على تجاربه السابقة أو مشاعره. ومع ذلك، في كثير من الأحيان يتم تصويرها بشكل مبسط كمجرد نقاط ضعف أو كمبررات للردود العاطفية المبالغ فيها. في الواقع، المحفزات العاطفية هي جزء طبيعي من التجربة الإنسانية ويمكن أن تكون مفيدة في فهم كيفية تأثير تجاربنا السابقة على استجاباتنا الحالية. من الضروري التعامل مع المحفزات العاطفية بطريقة موضوعية ومتوازنة بدلاً من استخدامها كذريعة لتفسير كل رد فعل عاطفي بشكل مبالغ فيه.
4-التطبيع مع سلوكات غير مقبلولة:
التطبيع يشير إلى العملية التي يصبح فيها السلوك أو الفعل غير المعتاد أو غير المقبول اجتماعيًا مقبولاً كأمر طبيعي بمرور الوقت. فمثلاً، قد يصبح التصرف الذي كان يُعتبر غير مقبول في السابق شيئًا يُنظر إليه على أنه طبيعي إذا تكرر بانتظام وأصبح جزءًا من الحياة اليومية. لفهم التطبيع بشكل صحيح، من الضروري أخذ السياق بعين الاعتبار، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والثقافية التي تسهم في تغيير القيم والمعايير. لذا، من المهم عدم القفز إلى الاستنتاجات حول ما يُعتبر طبيعيًا أو غير طبيعي دون النظر في الظروف التي تؤدي إلى هذه التغيرات في التصورات.
*خلاصة:
لتجنب سوء فهم مصطلحات على غاية من الأهمية واستخدامها بشكل صحيح من الضروري ومن الضروري اللجوء إلى مصادر موثوقة والبقاء على اطلاع بعلم النفس الحقيقي، بعيدًا عن التفسيرات الخاطئة في وسائل الإعلام.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات