تشهد إسرائيل في الآونة الأخيرة موجة غير مسبوقة من الهجرة إلى الخارج، حيث غادر الآلاف البلاد حاملين معهم مهاراتهم الأكاديمية والمهنية. هذه الظاهرة، التي تزايدت بشكل لافت في عام 2023، أثارت تساؤلات حول تأثيراتها على مستقبل إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بخسارة الطاقات الشابة والعقول المبدعة.
أرقام مقلقة: زيادة كبيرة في عدد المهاجرين
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، غادر إسرائيل خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 أكثر من 40 ألف شخص، بزيادة كبيرة مقارنة بعام 2022. وبلغ عدد المغادرين في العام الماضي 55 ألف شخص، وهو رقم قياسي مقارنة بالمتوسط السنوي للهجرة في العقد السابق، الذي بلغ حوالي 37 ألف شخص.
المناطق الأكثر تأثراً: تل أبيب والوسط في المقدمة
تشير البيانات إلى أن المناطق الأكثر ثراءً في إسرائيل، مثل تل أبيب والمنطقة الوسطى، كانت الأكثر تأثراً بهذه الهجرة، حيث شكل سكانها حوالي 39% من المهاجرين. بينما جاءت حيفا والشمال في المرتبة الثانية بنسبة 28%، والجنوب بنسبة 15%. حتى القدس، العاصمة الروحية والسياسية لإسرائيل، ساهمت بنسبة 13% من إجمالي المهاجرين.
الفئات العمرية والمهنية: خسارة كبيرة للشباب
بلغ متوسط أعمار المهاجرين 31.6 عامًا للرجال و32.5 عامًا للنساء، مع هيمنة الفئة العمرية في العشرينيات والثلاثينيات على موجة الهجرة، ما يعني أن إسرائيل تخسر جزءًا كبيرًا من قواها العاملة الشابة، التي تعد أساس سوق العمل والاقتصاد في البلاد.
التركيبة السكانية للمهاجرين: اتجاهات ديموغرافية متغيرة
أظهرت الإحصاءات أن المسيحيين غير العرب، ومعظمهم من المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق، شكلوا نسبة كبيرة من المهاجرين، بينما ساهم العرب المسلمون والمسيحيون بنسبة أقل بكثير، رغم أنهم يشكلون نسبة كبيرة من السكان.
تداعيات مستقبلية: تأثيرات الهجرة على الاقتصاد والمجتمع
إن هذا الواقع “المرير”، كما وصفته الصحيفة الإسرائيلية، يشير إلى أن إسرائيل تواجه تحديات طويلة الأمد نتيجة لهذه الهجرة المتزايدة. خروج الشباب وأصحاب المهارات يشكل تهديداً على استمرارية النمو الاقتصادي والتنمية في البلاد، ويترك فراغاً كبيراً في مجالات عدة، منها التعليم والصحة والاقتصاد.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات