عالمية

الولايات المتحدة: تراجع عدد السياح بنسبة 12% خلال شهر مارس

شهدت الولايات المتحدة في مارس 2025 انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 12% في عدد السياح الأجانب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية والتي نقلها واشنطن بوست. ويمثل هذا التراجع أول انخفاض كبير منذ أزمة كوفيد-19، مما يزيد من المخاوف بشأن جاذبية البلاد كوجهة سياحية عالمية.

وكان السياح الألمان من بين الفئات الأكثر تأثرًا، حيث سجّل عددهم انخفاضًا حادًا بلغ 28%. كما شملت الانخفاضات زوارًا من مناطق أخرى، منها أوروبا الغربية (-17%)، أمريكا الوسطى (-24%)، والصين (-11%).

التداعيات الجيوسياسية تطغى على انتعاش ما بعد الجائحة

في حين لم يُسجل شهر فبراير سوى تراجع طفيف بنسبة 2%، جاء شهر مارس بانعكاس حاد في المنحى. ووفقًا لآدم ساكس، الخبير في شؤون السياحة الدولية، فإن هذا الانخفاض كان متوقعًا في ظل التوترات السياسية الداخلية ومواقف الرئيس دونالد ترامب الذي أعيد انتخابه مؤخرًا، ما أدى إلى انقسام واسع في الرأي العام.

وقد ساهمت حالات متزايدة من رفض دخول بعض السياح، وخصوصًا من ألمانيا رغم استيفائهم لكافة الوثائق، في خلق حالة من القلق. وأفادت تقارير بأن بعض المسافرين تم احتجازهم لأيام في مراكز إيواء، ما أثار الخوف بين السياح المحتملين.

الوضع الأمني يثير قلق الزائرين

بسبب تصاعد المخاوف، اضطر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى التدخل علنًا لطمأنة السياح. وأكد أن الإجراءات الأمنية تركز بالأساس على من يُشتبه في مشاركتهم في احتجاجات أو الإخلال بالنظام العام، لا سيما في ظل التظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات.

وأضاف روبيو: “من يزور الولايات المتحدة لأغراض سياحية بحتة لا يجب أن يشعر بالقلق”، في محاولة لتهدئة التوترات في أوروبا وآسيا.

تداعيات اقتصادية مرتقبة

من المرجح أن يؤدي هذا التراجع في حركة السياحة إلى خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد الأمريكي، مع تأثير مباشر على قطاعات حيوية مثل الفنادق، النقل، الثقافة، والمطاعم.

ويزداد القلق في ظل عدم توفر بيانات كاملة حتى الآن، خاصة المتعلقة بزوار من المكسيك وكندا، وهما من أبرز مصادر السياح إلى الولايات المتحدة.

في وقت تسعى فيه البلاد جاهدة لإنعاش قطاع السياحة بعد الجائحة، يهدد هذا الانخفاض الجديد – الناتج عن التوترات السياسية، وتشديد الإجراءات الأمنية، وتراجع صورة البلاد عالميًا – بمزيد من العزلة للولايات المتحدة على مستوى السياحة العالمية.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح السلطات الأمريكية في وقف هذا التراجع دون التخلي عن سياستها الأمنية المتشددة؟

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى