عززت تركيا حضورها العسكري في تشاد عبر قاعدتين على مقربة من الحدود الليبية والسودانية وذلك بالتوازي مع احتفال نجامينا بانتهاء الوجود العسكري الفرنسي في البلاد رسميا.
وأقيم حفل رسمي بحضور الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي على مدرج مطار قاعدة أدجي كوسيه الذي أقلعت منه آخر طائرة فرنسية أواخر يناير الماضي، وهو المعسكر المعروف أنه كان نقطة انطلاق القوات الفرنسية الحرة في العام 1940. ومن هناك أيضا قاد الجيش الفرنسي معظم عملياته في أفريقيا.
وبهذا يكون قد انتهى الوجود العسكري الذي دام أكثر من قرن من الزمان، وجرى تنفيذه في وقت قياسي، في حين كان يوجد قبل بضعة أشهر ألف جندي فرنسي.
ومع رحيل الجيش الفرنسي، كشفت مصادر إعلامية تشادية وتركية تثبيت طائرات من دون طيار تركية قريبا في قاعدة «فايا لارجو» المحاذية للجنوب الليبي، إذ إن الأتراك موجودون بالفعل في هذه القاعدة الفرنسية السابقة، وقريبا يستقروا في قاعدة أبيشي قرب الحدود السودانية، إذ تنوي أنقرة بناء قاعدة عسكرية حيث كانت القاعدة الفرنسية قائمة في السابق.
ويقول متابعون أتراك إن أحد الأسباب الرئيسية لوجود الجيش التركي في القاعدتين هو ضمان الأمن ومحاربة الجماعات الإرهابية والمتمردة في تشاد.
وهناك سبب آخر لنشر الجيش التركي في تشاد، وهو السودان المجاور الذي يعيش في خضم حرب أهلية، وبالتالي من المهم بالنسبة لتشاد تأمين حدودها مع هذا البلد غير المستقر.
ويوجد أتراك متخصصون مسؤولون عن تنفيذ عمليات طائرات «بيرقدار» التي حصلت عليها تشاد. وبالتالي فإن الأفراد المنتشرين في فايا لارجو هم طيارو طائرات دون طيار أو موظفون في شركة بيرقدار.
مسيرات تركية في أفريقيا
هذه الشركة التركية، التي يعتبر رئيسها التنفيذي مقربا من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، باعت عددا كبيرا من الطائرات من دون طيار في أفريقيا. كما أن هناك العديد من الأجهزة المخصصة لمراقبة الأراضي، والتي يمكن أن تكون مسلحة أيضا.
ومنذ ثمانينيات القرن الماضي وقف الجيش الفرنسي وراء عدة عمليات للجيش التشادي ضد العقيد معمر القذافي إلى غاية العام 2021 حين وجهت ضربات عسكرية ضد المتمردين القادمين من الأراضي الليبية الذين تسببوا في مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي.
وانتقد موقع «تي آر هابر» التركي الوجود السابق للقوات الفرنسية في المنطقة، مؤكدا أنها حولت المنطقة إلى «خراب وحالة من عدم الاستقرار».
في مقابل ترحيبه بالاتفاق التشادي مع أنقرة، زاعما أنه سيجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة، خاصة في شرق البلاد المحاذية للسودان، الذي يعيش حالة من الاضطرابات بسبب الحرب الأهلية.
ويشير الموقع ذاته إلى أن قرار منح قاعدة أبيشي للقوات التركية جاء بعد اجتماعات مكثفة بين السفير التركي في نجامينا، جيم أوتكان، ومسؤولين حكوميين تشاديين في منتصف جانفي 2025.
ويحاول الرئيس ديبي العثور على حلفاء جدد مع إعطاء الأولوية لسيادة البلاد، حيث من المتوقع استفادة تشاد من الخبرة الروسية في قطاعي الطاقة النووية والتعدين بعد تهميش فرنسا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية في تشاد إن نجامينا مهتمة بالخبرة التي من شأنها تعزيز اقتصادها وبنيتها الأساسية، مثل الهندسة والزراعة والبناء.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات