تونس الرقمية أجرت مقابلة مع السيد ماكسيم صبح ، الممثل الخاص لأوكرانيا لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والذي يقوم حالياً بجولة تشمل تونس وليبيا والجزائر. فيما يلي تفاصيل المقابلة.
1-أنتم حاليًا في جولة في تونس وليبيا والجزائر. ما الذي يمكنكم إخبارنا عن الدوافع والتحديات المتعلقة بهذه الرحلة؟
أنا سعيد جدا بتواجدي في تونس وهذه أول زيارة لهذا البلد الجميل والصديق وتعرفون اني كنت اشغل سابقا منصب سفير أوكرانيا لدى الجزائر وكنت دائما قريب جغرافيا وروحيا من تونس وكنا نتابع طبعا كل الأنباء التي تأتينا من تونس وطبعا الآن نحن هنا من أجل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة انها تجمع شعبينا علاقات عريقة ومتجذرة في عديد المجالات و المجال الإنساني قد يكون اهمها وهناك العديد من الأسر المختلطة والعديد من الطلبة الذين درسوا في أوكرانيا وتخرجوا من الجامعات الأوكرانية وأصبحوا شخصيات بارزة في مجتمعاتهم و بالتأكيد هذه العلاقة إرث كبير تبنى عليه العلاقات القوية واليوم هذا ما تم تأكيده خلال اللقاء مع معالي وزير الخارجية التونسي لأن الآفاق واسعة و الفرص كثيرة للاستمرار والمضي قدما في تعميق هذه ال العلاقات وتنويعها في شتى المجالات.
2-التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في باريس يوم 7 ديسمبر 2024. من المعروف أن الرئيس الجمهوري سيفرض على روسيا إنهاء الحرب. ما الذي يمكن أن تقبله أوكرانيا لوقف القتال؟
شكرا على هذا السؤال، السؤال بالفعل مهم و في وقته بسبب اننا سنشهد قريبا تغيرا في المشهد السياسي الأمريكي بتولي الرئيس ترامب سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية وقدوم الحزب الجمهوري الى الواجهة فقد كان اللقاء مهما ومن الجيد أنه قد تم ، وقد بادرت أوكرانيا إلى ذلك اللقاء حيث شارك الرئيس زيلنسكي في لقاء ثلاثي جمعه مع الرئيس الأمريكي المنتخب وكذلك الرئيس الفرنسي وقد جرت مباحثات ربما حتى مطولة نظرا لأنها كانت تنعقد في إطار مراسم افتتاح كنيسة نوتر دام فربما كان الوقت ضيقا ورغم كل الانشغالات تم هذا اللقاء.
عندما نتحدث عن تغير محتمل في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الحرب ضد أوكرانيا والتي بدأتها روسيا ومازالت مستمرة، فطبعا من المهم، وهذا ما أكد عليه الرئيس زيلنسكي، أنه يجب أن يكون لأوكرانيا قنوات اتصال مباشر مع الإدارة الجديدة وهذا ما قد تم بالفعل .فقد كانت هناك وعود عديدة شكلتها مجموعة من كبار المسؤولين في الحكومية الأوكرانية وإدارة رئيس أوكرانيا الذين زاروا في الاسابيع الماضية الولايات المتحدة وقاموا بلقاءات رسمية وغير رسمية وناقشوا أوجه التعاون القادم بعد تولي ترامب سدة الحكم.
هناك ثوابت بالنسبة للمواقف الأوكرانية فأوكرانيا تريد وقف الحرب وأن يكون السلام شاملا وعادلا ومستداما. وبعبارات أخرى ذلك يعني بأن أوكرانيا لا تريد نزاعا مجمدا ولا تريد تجميد الحرب ولا توريثها للأجيال القادمة.
نحن مررنا عبر مجموعة من كبيرة من المفاوضات وجلسنا مع الروس أكثر من 200 مرة قبيل بدء الاجتياح الواسع النطاق الذي شنته روسيا يوم 24 فيفري 2022، لكن كل تلك المفاوضات والجولات حول المطالبة بسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية لم تجدي نفعا، فنحن مررنا بهذه التجربة المريرة ولم يعد هناك مصداقية للروس الذين اثبتوا بأنهم لا يريدون الالتزام بتعهداتهم التي يقطعونها على أنفسهم فنحن إذا ما دخلنا في مفاوضات مع روسيا نريد أن ندخل من موقف قوة ..كيف يكون لأوكرانيا ذلك؟، جيش أوكرانيا يجب أن يكون قويا ولديه أفضل واحدث الأسلحة الغربية التي تأتي لأوكرانيا بالفعل ولكن ليس بالسرعة و الحجم المطلوبين.
نحن نطالب شركاء و أصدقاء أوكرانيا بمساعدتنا عسكريا لكي نكون قادرين على مواجهة العدوان.
هذا لا يعني أن أوكرانيا ترغب في اطالة أمد الحرب لكن بالعكس وعندما يقال ان هناك من يمكنه إيقاف الحرب في يوم واحد ، نحن نقول كذلك أن هناك شخص بإمكانه إيقاف الحرب في 24 ساعة وهو الرئيس بوتين، إذا أصدر أوامر لجيشه بالانسحاب وهو ما سيعني أن الطرف المعتدي مستعد للجلوس على طاولة المفاوضات.. أما أن نقبل المفاوضات واراضينا محتلة و شعبنا يقتل ومدننا تقصف فهذه ليست شروط عادلة للبدء في مفاوضات السلام. وكل هذه الرسائل أوصلها الرئيس زيلنسكي للإدارة الأمريكية التي كانت ردة فعلها إيجابية حيث تعهدت بمواصلة دعم أوكرانيا ولن تتخلى عنها، اما الشروط التي يجب أن تتوفر للدخول في المفاوضات فيجب أن تناقش ويجب أن يكون هناك تنسيق بين الدول الحلفاء وطبعا أوكرانيا طرف في هذا التنسيق لان المبدأ الذي نعلن عنه دائما هو أنه لا شيء عن أوكرانيا بلا أوكرانيا أي اننا لا نقبل بتقرير مصير أوكرانيا دون الرجوع إليها.
نحن دولة ذات سيادة ونرفض السياسة الاستعمارية الجديدة التي تمارسها روسيا في حق الشعب الأوكراني و القضية اليوم هي وجود أوكرانيا أو عدم وجودها على خارطة أوروبا والعالم ، وما نعتز به هو السيادة و الاستقلال والهوية الوطنية ولن نتخلى عن ذلك لان أوكرانيا عبر التاريخ قد أعلنت استقلالها مرارا ولكن كل إعلان عن الاستقلال يواجه بحروب من بلدان مجاورة كان لها اطماع في أوكرانيا وخيراتها ونحن اليوم مستقلون منذ سنة 1991 ونعتز جدا بهذا الاستقلال ولن ندخر جهدا في الحفاظ على مقدرات ومكتسبات هذا البلد.
3-كييف تدعو إلى “السلام بالقوة”. ما هو تعريفكم لهذا المفهوم وكيف سيتجسد على أرض الواقع؟
نحن نتمنى أن يعم السلام في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن لكن على اساس أن يكون السلام شاملا وعادلا ومستداما وان لا يتكرر هذا العدوان مستقبلا سوى في أوكرانيا أو غيرها من الدول، لأنه إذا مرت الحرب مرور الكرام ولم تجد روسيا رادعا لها فهناك احتمال كبير أن تتكرر هذه الحروب في أماكن أخرى من العالم فيجب أن لا يسمح العالم لروسيا أن تتهرب من مسؤولية ما ارتكبته من جرائم .
ماذا سيترتب عن السلام في حال إقراره، طبعا هناك أضرار جسيمة تكبدها الاقتصاد والبنية التحتية الأوكرانية ف البنية التحتية الطاقية تستهدف يوميا و محطات توليد الطاقة تقصف بأعتى الصواريخ العابرة للقارات وكذلك بالمسيرات، لأن الطرف الروسي ليس هدفه الحاق الضرر أو تفكيك الجيش الأوكراني فقط بل هدفه خلق ظروف معيشية لاتحتمل لكي تجبر الشعب الأوكراني على النزوح أو الاستسلام وهو ما نرفضه.
4-ما هي الخطوات المقبلة بعد توقف العدوان الروسي على أوكرانيا ؟
إعادة أعمار أوكرانيا ستتم ليس فقط بالاعتماد على المؤسسات الدولية لأنه من غير المنصف تناسي كل ما سببته روسيا من ضرر وتدمير وهب.
روسيا التي تسببت في هذا الضرر يجب أن تتحمل المسؤولية وتقوم بتعويض هذه الأضرار و السبيل إلى ذلك مصادرة كل الأصول الروسية في العالم وهناك برنامج ومساعي حثيثة تبذلها عديد الدول ونتمنى أن تتوسع دائرة هده الدول .وهذه الأصول المجمدة يجب أن تذهب لتغطية نفقات إعادة الإعمار التي يمكن أن تكون بمبالغ خيالية قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات ومن الصعب احصاء الخسائر ما دامت الحرب مستمرة .ثم هناك نقطة مهمة جدا وهي الملاحقة والمسائلة القانونية لمجرمي الحرب سواء سياسيين أو عسكريين و كل من كان له دور في تأجيج الحرب وشن العدوان يجب أن يمثلو أمام القضاء الدولي وان يتحمل مسؤوليته في ما الحقه أوكرانيا وشعبها المسالم .وهي خطوات مهمة بعد إعلان وقف الحرب مباشرة.
وطبعا الباقي سيعود للوضع في روسيا نفسه لانه من الصعب التكهن بما ستؤول الأوضاع في روسيا بعد استعادة أوكرانيا لوحدتها الترابية، فهذا الأمر سيعود إلى قرارات الأمم المتحدة.
وخطة السلام التي اقترحتها أوكرانيا معروفة ونحن ماضون في تحقيقها وهناك دعم دولي كبير لأكثر من 100 دولة لهذا البرنامج وندعو كل الدول للانضمام إليه لأن هذا البرنامج قادر على تقريب السلام و ان يكون هذا السلام كما قلنا في البداية وعادلا ومستداما.
5-لقد تعرضت روسيا للتو لهزيمة مدوية في سوريا، مع سقوط حليفها بشار الأسد. هل تورطت أوكرانيا في هذا الملف ؟
نحن نتابع آخر التطورات في الساحة الدولية ولاحظنا أن روسيا منيت بضربة قاسية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد .ويذكر أن أوكرانيا قررت منذ 2015 قطع كل علاقاتها مع النظام السوري البائد بسبب اعترافه بالسيادة المزعومة لروسيا على إقليم الدون باسك وكذلك دعم قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم ، استغلت روسيا هذا الوضع وتغلغلت في العمق السوري واسست قواعد عسكرية لها ولا ندري أن كانت هذه القواعد لها صفة رسمية قانونية وكل ما نعلمه ما تذكره وسائل الاعلام أنها كانت بطلب من النظام السوري، وهي علامة استفهام لا يوجد إجابة واضحة عنها .
طبعا أوكرانيا لها مصالح كما لأي دولة في البلدان العربية هم شركاء تقليديين لأوكرانيا سواء في حقبة الاتحاد السوفياتي أو بعد الاستقلال سنة 1991 وسوريا كانت سابقا من أكبر الشركاء التجاريين بالنسبة لأوكرانيا حيث كان حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد عن مليار دولار أمريكي وكانت البضائع الأوكرانية يعاد تصديرها عبر سوريا لباقي دول المنطقة حيث كانت هي حلقة وصل مهمة وكانت هناك علاقات بين الأسر والطلبة وتواصل انساني كبير ولكن تصرفات نظام الأسد الرعناء غير المسؤولة وسياسية الانبطاح تحت امرة الحكومة الروسية و بوتين وأطماعه الجيوسياسية وهذا ما أدى إلى سقوط هذا النظام الذي كان عليه أن يعزز دعائم هذا البلد وأن لا يستخدم جيشه وطاقاته ضد شعبه الذي قمعه ووضعه في السجون وكل ما رأيناه من صور بعد سقوط نظام بشار الأسد من فضائع تشبه النظام الروسي حيث أن الانظمة المستبدة تشبه بعضها وتجذب بعضها البعض.
نحن نأمل أن المرحلة الجديدة في سوريا ستكون مرحلة استقرار وحرية ديمقراطية ومن البوادر التي تبعث على الأمل أن الإدارة التي تحكم سوريا مؤقتا تهدف إلى لم شمل السوريين وإعادة بناء سوريا كدولة متطورة ونحن على أمل أن يتم استعادة العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة الصديقة وان يكون هناك تعاون و تبادل للسفارات و الزيارات ولا يوجد لأوكرانيا اي اطماع في العالم العربي أو باقي الدول نحن لدينا حربنا ومشاغلنا الأحرى بنا و الأولى أن نضع حدا للعدوان الروسي على أوكرانيا. نحن لا نتدخل في شؤون الغير أو لا نريد التأثير في مسار تطور البلدان التي لا تريد لأوكرانيا سوى الخير.
6-شركاء روسيا في الشرق الأوسط، وخاصة إيران، أضعف من أي وقت مضى. حتى الصين تواجه خطر حرب تجارية شرسة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. هل لدى أوكرانيا خطة لتعزيز مواقفها في ظل هذه الظروف؟
نحن نأسف بأن عددا من الدول قرر التحالف مع روسيا وربما هذا التحالف قد يرمي بضلاله على الحرب الروسية ضد أوكرانيا يعني لا نقول أن كل بلد تحالف مع روسيا ضالع في العدوان على أوكرانيا لكن دعم الاقتصاد الروسي ومحاولة الالتفاف على العقوبات المستوجبة على روسيا قد يكون لذلك تأثير سلبي على الوضع في أوكرانيا وهذه المشاغل ننقلها لكل الدول بما فيها الحليفة لروسيا.
وبالنسبة لإيران لدينا معها إشكاليات كبيرة تتمثل في دعم روسيا عسكريا وهي مازالت تقدم المسيرات لروسيا التي تستخدمها ضد أوكرانيا.. وناشدنا الحكومة الإيرانية بوقف التعاون و توريد هذه الأسلحة لكن لم نجد اذانا صاغية في طهران.
فيما يخص الدول الأخرى نحن نتواصل مع هذه الدولو الصين دولة عظيمة ولاعب مؤثر على الساحة الدولية ولدينا اتصالات وتبادل للزيارات وحوار سياسي وعلاقات اقتصادية في تطور ونمو ونأمل على الصين أن تؤثر على الموقف الروسي وتضغط في اتجاه إيقاف الحرب وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ليتمكن الطرفين من البدء في مفاوضات السلام المحتملة .
هذه الدول التي قررت موقفا داعما لروسيا عليها أن تفكر جيدا في المرحلة ما بعد الحرب كيف ستكون روسيا وكيف سيكون اقتصادها وهي تحت عقوبات كثيرة و ما ستتخذه الولايات المتحدة من عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا وضد المجتمع الروسي الذي يتحمل كذلك نتيجة هذه الحرب وهناك إحصائيات تقول ان اكثر من 75 بالمائة من الشعب الروسي يؤيد الحرب ضد أوكرانيا ..من الصعب أن نتحدث عن الصداقة بين الشعبين امام صمت المجتمع الروسي لما يحدث للشعب الأوكراني حيث أن التحول في الموقف الشعبي في روسيا هو أحد أدوات التحول الذي تنتهجه روسيا ضد جيرانا و تدخلاتها ليست فقط مع أوكرانيا وقد رأينا فضاعات النظام الروسي على الأراضي الأوكرانية وعمليات القتل الجماعي وهو ما يدل على أن روسيا لا تريد السلام والمصالحة وإنما استسلام اوكرانيا وهذا لن يتحقق ما دام الشعب الأوكراني صامدا ومتشبث بمواقفه المبدئية.
7- آلة الدعاية الروسية تعمل بكامل طاقتها في إفريقيا، ومع ذلك لم تلتزم موسكو بأي من الالتزامات التي تعهدت بها في قمة سانت بطرسبرغ في يوليو 2023. ماذا ستفعل كييف لإقناع الأفارقة بأن الطريق الذي يقترحه فلاديمير بوتين لن يحل أي من مشاكلهم؟
كما تعرفون نحن في استراتيجية سياستنا الخارجية نولي اهتماما للبعد الإفريقي فنحن خلال هذا العام افتتحنا 7 سفارات جديدة في الدول الافريقية ومعظمها في جنوب الصحراء وهي منطقة مهمة حيث اننا نركز على مواجهة الدعاية الروسية التي تصل إلى الشعوب الروسية والأسىوية والافريقية والتي تصلها عبر قنوات التلفزة و الراديو ..وتسعى في نهاية المطاف إلى تشويه وتزييف الوقائع وما نسعى اليه هو ضمان ايصال المعلومة الصحيحة إلى المتابعين وحتى صناع القرار .
طبعا الإمكانيات الروسية كبيرة و الشبكة الاعلامية المتفرعة والتي أنشأتها روسيا في إفريقيا هي مبعث قلق بالنسبة لأوكرانيا ونحن نحاول عبر السفارات التي افتتحت حديثا أن يكون لها نشاط إعلامي مكثف و نشاطات متواصلة بحيث أن الديبلوماسيين القائمين على هذه السفارات أن ينقلوا الحقيقة كما هي ونقدم للمتابعين إمكانية إستيقاء المعلومات من مصادر بديلة غير الإعلام المفروض عليهم عبر الروس. من جهة أخرى بالتأكيد التواجد الديبلوماسي في القارة الإفريقية سيكون له دور إيجابي في تغير مواقف بعض الإعلاميين و رواد وسائل التواصل الاجتماعي حيث سنعطي المعلومات التي تصدر عن أوكرانيا مع اخذ الاعتبار بأن أوكرانيا هي الضحية في هذه الحرب وليست المعتدي علاوة على تنظيم بعض الزيارات الاعلامية الاستكشافية لمجموعة كبيرة من الإعلاميين الأفارقة والعرب الذين زاروا أوكرانيا وتجولوا في مختلف أنحاء البلاد وتعرفوا على تبعات ونتائج العدوان خاصة عند محاولات الاستيلاء على العاصمة كييف وهذا الاطلاع مهم جدا لنا ولهم ومن خلالكم ننقل دعوة للصحفيين التونسيين الراغبين في زيارة أوكرانيا بأن يتواصلوا مع السفارات الأوكرانية وان يعبروا عن نيتهم زيارة أوكرانيا ونحن سنرتب كوزارة خارجية هذه الزيارات لكي نفتح لهم مجال للتعرف على الأوضاع كما هي ونوجه كذلك دعوة للإعلاميين أن لا ينساقوا أمام الدعايات الكاذبة أو التغرير بهم في زيارات تؤدي إلى الاخلال بالقوانين الأوكرانية الداخلية والشرعية الدولية حيث أن الجانب الروسي كثيرا ما يحاول تنظيم زيارات للإعلاميين للأراضي الأوكرانية المحتلة دون حتى إعلام للإعلاميين بهذه الوجهة ليتبينوا انهم تواجدوا في مكان بطريقة غير شرعية وهي جريمة يعاقب عليها القانون الأوكراني وكذلك الدولي ، وندعوهم لضرورة التدقيق والتأكد من كل دعوة تأتيهم لزيارة المنطقة .
ونأسف أن بعض الإعلاميين يذهبون إلى المناطق المحتلة عن قصد وهم يعرفون انه يجب التنسيق مع أوكرانيا وليس الاحتلال الروسي .وهذا تنبيه و نصيحة أخوية لكل من يسعى لتسليط الضوء على الحرب وأن يدلي بدلوه من أجل وضع حد نهائي للحرب الروسية ضد أوكرانيا.
8-أعلن شركاؤكم الأوروبيون عن عودتهم الكبرى إلى إفريقيا في عام 2025، من خلال مشاريع ضخمة ضمن برنامج “البوابة العالمية Global Gateway ” بقيمة 300 مليار يورو. هل ستنخرط كييف في هذه الديناميكية الجديدة لبناء شراكات مربحة للطرفين تتعارض مع الاستغلال الروسي؟
كما تعرفون نحن في استراتيجية سياستنا الخارجية نولي اهتماما للبعد الإفريقي فنحن خلال هذا العام افتتحنا 7 سفارات جديدة في الدول الافريقية ومعظمها في جنوب الصحراء وهي منطقة مهمة حيث اننا نركز على مواجهة الدعاية الروسية التي تصل إلى الشعوب الروسية والأسىوية والافريقية والتي تصلها عبر قنوات التلفزة و الراديو ..وتسعى في نهاية المطاف إلى تشويه وتزييف الوقائع وما نسعى اليه هو ضمان ايصال المعلومة الصحيحة إلى المتابعين وحتى صناع القرار .
طبعا الإمكانيات الروسية كبيرة و الشبكة الاعلامية المتفرعة والتي أنشأتها روسيا في إفريقيا هي مبعث قلق بالنسبة لأوكرانيا ونحن نحاول عبر السفارات التي افتتحت حديثا أن يكون لها نشاط إعلامي مكثف و نشاطات متواصلة بحيث أن الديبلوماسيين القائمين على هذه السفارات أن ينقلوا الحقيقة كما هي ونقدم للمتابعين إمكانية إستيقاء المعلومات من مصادر بديلة غير الإعلام المفروض عليهم عبر الروس. من جهة أخرى بالتأكيد التواجد الديبلوماسي في القارة الإفريقية سيكون له دور إيجابي في تغير مواقف بعض الإعلاميين و رواد وسائل التواصل الاجتماعي حيث سنعطي المعلومات التي تصدر عن أوكرانيا مع اخذ الاعتبار بأن أوكرانيا هي الضحية في هذه الحرب وليست المعتدي علاوة على تنظيم بعض الزيارات الاعلامية الاستكشافية لمجموعة كبيرة من الإعلاميين الأفارقة والعرب الذين زاروا أوكرانيا وتجولوا في مختلف أنحاء البلاد وتعرفوا على تبعات ونتائج العدوان خاصة عند محاولات الاستيلاء على العاصمة كييف وهذا الاطلاع مهم جدا لنا ولهم ومن خلالكم ننقل دعوة للصحفيين التونسيين الراغبين في زيارة أوكرانيا بأن يتواصلوا مع السفارات الأوكرانية وان يعبروا عن نيتهم زيارة أوكرانيا ونحن سنرتب كوزارة خارجية هذه الزيارات لكي نفتح لهم مجال للتعرف على الأوضاع كما هي ونوجه كذلك دعوة للإعلاميين أن لا ينساقوا أمام الدعايات الكاذبة أو التغرير بهم في زيارات تؤدي إلى الاخلال بالقوانين الأوكرانية الداخلية والشرعية الدولية حيث أن الجانب الروسي كثيرا ما يحاول تنظيم زيارات للإعلاميين للأراضي الأوكرانية المحتلة دون حتى إعلام للإعلاميين بهذه الوجهة ليتبينوا انهم تواجدوا في مكان بطريقة غير شرعية وهي جريمة يعاقب عليها القانون الأوكراني وكذلك الدولي ، وندعوهم لضرورة التدقيق والتأكد من كل دعوة تأتيهم لزيارة المنطقة .
ونأسف أن بعض الإعلاميين يذهبون إلى المناطق المحتلة عن قصد وهم يعرفون انه يجب التنسيق مع أوكرانيا وليس الاحتلال الروسي .وهذا تنبيه و نصيحة أخوية لكل من يسعى لتسليط الضوء على الحرب وأن يدلي بدلوه من أجل وضع حد نهائي للحرب الروسية ضد أوكرانيا .
نحن لدينا حوار مكثف مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية لا سيما تلك المؤسسات التي تسعى للدخول في مشاريع مشتركة مع القارة الإفريقية وهناك تنسيق على عديد المستويات وانا في منصبي كمبعوث خاص لأكرانيا لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا انا اتواصل مع نظرائي في مختلف الدول الأوروبية ونجري لقاءات مكثفة ومتواصلة حول امكانية دعوة أوكرانيا للانضمام إلى تلك المشاريع و انجازها في إفريقيا اخذا بعين الاعتبار للفرص و الإمكانيات التي تتمتع بها المؤسسات والشركات الأوكرانية خاصة في مجال الفلاحة والصناعة الطاقة و المواصلات وتكنولوجيا المعلومات و الرقمنة فبإمكان أوكرانيا أن تساعد وترفد هذه البرامج خاصة عندما نتحدث عن برامج تطلقها دول كدول الاتحاد الأوروبي .ونحن نبحث عن الآلية للاندماج في هذه المنظومة الانخراط في تنفيذ مشاريع عملية في القارة الإفريقية وبالطبع من خلال اتصالاتنا مع الدول الافريقية نحن نعرف مشاغلهم ومطالبهم ومشاريعهم للتنمية ونحاول أن نلبيها وذلك من خلال سفاراتنا في الخارج والسفارات الجديدة في إفريقيا ونحن نقول لأصدقائنا الأفارقة أنه لابد لأوكرانيا أن تنطلق في مبادلاتها وان نقلل من حجم الصادرات الأوكرانية المواد الخام ونقوم بخلق شراكات مختلفة في القارة الإفريقية وتنتج مواد وسلع ذات قيمة مضافة ، هذا مهم بحيث أن هذه المنتجات افريقية الصنع وسيسهل علينا وعلى الدول التي تتعاون معنا لإعادة تصديرها للدول الإفريقية وهذا توجه معتمد لدينا ونعمل جاهدين لكي يكون هناك إنتاج مشترك للسلع والخدمات وهذا هو ما نراه ضروريا التركيز عليه في هذه الفترة.
9-ماهي الرسالة التي تودون نقلها للتونسيين ؟
أود أن انقل خالص تحياتي الشخصية وتحيات الشعب الأوكراني للشعب التونسي الصديق وشخصيا كنت متحمسا لهذه الزيارة حيث كان هناك انقطاع في الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين وها نحن هنا لننقل رسالة سلام وتآخي بين الشعبين. نحن نريد لكل من اضطر لمغادرة أوكرانيا بسبب الحرب العودة واستئناف عملهم وأن تكون حياتهم في أوكرانيا آمنة ونحن نرحب بكل الضيوف التونسيين في أوكرانيا وعازمون على تعزيز العلاقات بين البلدين ويسعدني أن يكون هناك اهتمام في تونس بالقضية الأوكرانية وهذا امر مشجع واقول بكل صراحة نتمنى في أوكرانيا لتونس الصديقة الاستقرار والأمن وتونس ليست غريبة على المجتمع الأوكراني لأن الالاف منهم زاروا تونس للسياحة أو العلاج وكانت لدينا رحلات جوية مباشرة بين المدن الأوكرانية و التونسية وتونس قريبة من قلوب الأوكرانيين والعلاقات بين البلدين لها اساس متين وما علينا فقط تنمية هذه العلاقات وانا متفائل بمستقبل العلاقات بين بلدينا واشكر تونس على كرم الضيافة التونسية العربية الأصيلة التي لمستها منذ أن وصلت أرض تونس المباركة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات