تشهد فرنسا تراجعًا واضحًا في مبيعات المكواة التقليدية والمكاوي البخارية منذ سنوات. فبعد أن كانت المبيعات تصل إلى 3 ملايين وحدة سنويًا في أواخر العقد الأول من الألفية، لم تُسجّل في سنة 2024 سوى 1.6 مليون وحدة، وفقًا لأرقام مؤسسة NielsenIQ-GFK ونقابة الشركات المصنعة للأجهزة الكهرومنزلية (Gifam).
في متجر “بولانجيه” بمحافظة بوش-دو-رون، أصبح العثور على مكواة شبيهًا بلعبة البحث عن بيضة عيد الفصح. يقول أحد الباعة: “أعمل هنا منذ 11 عامًا، وقسم المكاوي يتقلص عامًا بعد عام… الناس لم تعد تشتريها، أعتقد أن الأغلبية توقفت عن كيّ الملابس”.
ملابس أكثر راحة وعادات جديدة
وفقًا لـ “لوران كور”، مدير قسم الدراسات والإحصائيات في Gifam، فإن تراجع المبيعات مرتبط بتغير العادات. فلم يعد الكيّ ضرورة يومية كما كان في السابق، خاصة مع انتشار العمل عن بعد واعتماد أزياء أكثر راحة في بيئات العمل. القمصان والبدلات الرسمية تراجعت لصالح ملابس غير رسمية لا تتطلب الكيّ.
حتى في المنازل، يختار الفرنسيون أقمشة لا تحتاج إلى كيّ، فيما توفر بعض الغسالات والمجففات الحديثة خاصية “فكّ التجاعيد” التي تقلل من الحاجة إلى استخدام المكواة.
أجهزة التبخير تتقدّم
في المقابل، تشهد أجهزة التبخير المحمولة رواجًا متزايدًا، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 5.2% في 2024 مقارنة بسنة 2023. هذه الأجهزة أقل تكلفة وأسهل استخدامًا، ما يجعلها خيارًا عمليًا للعديد من المستهلكين.
في الوقت نفسه، يلجأ بعض الشباب إلى حلول غير تقليدية. تقول “ماتيلد”، أستاذة في الثلاثين من عمرها: “لا أملك مكواة، وعندما أحتاج إلى إزالة تجعيدة في قميصي، أستخدم جهاز تمليس الشعر!”.
سوق يتقلّص لكنه لا يختفي
رغم التراجع، لا يعني ذلك نهاية سوق الكيّ. فقد بيعت في فرنسا سنة 2024 نحو مليون مكواة تقليدية ونصف مليون مكواة بخارية، ما يدلّ على أن هذه الأجهزة لا تزال حاضرة في كثير من المنازل، حتى وإن قلّ استخدامها.
يختم لوران كور بقوله: “هذا السوق لم يختفِ، لكنه يتغير مع تغيّر سلوك المستهلك وتطور التكنولوجيا”.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات