عالمية

وسقط القناع.. لماذا أراد نجل ساركوزي حرق سفارة الجزائر في باريس؟

لم يكن غريبًا أن تثير تحركات لويس ساركوزي، منذ عودته من الولايات المتحدة حيث أنهى دراسته العسكرية بتفوّق، الكثير من التساؤلات. فخطابه الحاد تجاه الجزائر لم يكن مجرّد زلة لسان، بل بدا أنه يخفي خلفه أهدافاً سياسية بدأت تتكشّف. ابن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لم يطل كثيراً في إخفاء نواياه، وها هو يسقط القناع، كما كشفت صحيفة لو فيغارو.

لويس، البالغ من العمر 27 سنة، والذي فرض نفسه ضمن وجوه القنوات الإخبارية مثل LCI، يُخطّط للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، ويضع نصب عينيه رئاسة بلدية مدينة “منتون” في إقليم الألب البحرية، تمامًا كما بدأ والده مسيرته السياسية من بلدية نويي سور سين الراقية.

وفي تصريح لـ لو فيغارو، قال الشاب الطموح: “لست مرشحًا رسميًا في أي مكان، لكن لا يمكنني أن أنكر اهتمامي بالشأن السياسي المحلي، خصوصًا في منتون، التي تكاد تسقط في قبضة التجمع الوطني (اليمين المتطرف)”.

ورغم ادعائه الوقوف في وجه اليمين المتطرف، فإن تصريحاته النارية حول الجزائر تناقض ذلك كليًا. فقد عبّر علنًا عن رغبته في حرق سفارة الجزائر في باريس كعقاب للجزائر، وهو ما تجاوز حتى خطاب مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني. تصريحات دفعت الدولة الجزائرية إلى التقدّم بشكوى رسمية ضده، في خطوة يبدو أن لويس سيستغلها لصالحه، كمنبر جديد للظهور السياسي والإعلامي.

ويبدو أن طموح لويس ساركوزي يستند إلى واقع سياسي مضطرب في بلدية منتون، حيث يتولى المنصب منذ عام 2022 العمدة ييف جويل، المحسوب على اليمين المستقل، بعد وفاة جون-كلود غيبال (المنتخب عن حزب الجمهوريين). لكن جويل يواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تحقيق قضائي يطاول مدير موانئ سابق ومستشاره السياسي ماثيو ميسينا، المتهم بسوء التصرف المالي وتبييض الأموال.

هذه التطورات تفتح الباب أمام وجوه جديدة مثل لويس، لكن المنافسة لن تكون سهلة، خصوصًا مع دخول ألكسندرا ماسون، نائبة التجمع الوطني، على الخط. وقد أعلنت نيتها الترشح للانتخابات البلدية دون الإفصاح عن اسم المدينة، رغم تلميحاتها المتكررة إلى رغبتها في الظفر برئاسة بلدية منتون.

وبحسب لو فيغارو، فإن لويس ساركوزي استأجر شقة في منتون، ومن المنتظر أن يحل بها في شهر ماي للمشاركة في أسبوع مخصص للكتاب، حيث سيقدّم محاضرة حول مؤلفه الأخير عن نابليون، والذي نال إشادة واسعة. كما اعتاد الشاب تنظيم لقاءات فكرية في باريس لجذب شباب حزب الجمهوريين، ما يعزز فرضية ترشيحه الرسمي قريبًا.

أما الباقي، فسيتكفل به حضوره الإعلامي كمحلل سياسي في جريدة لا كروا، وكمعلق بارز في القنوات التلفزيونية.

هذا المعجب بدونالد ترامب – والذي يخطط حتى لمناشدته للضغط على الجزائر من أجل إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال – لا يعرف الخطوط الحمراء، تمامًا كما كان والده في شبابه…

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى