من المؤكّد و المتعارف عليه أنّ شهر رمضان الكريم هو شهر التّسامح و التآزر و العبادة… ولكن قد نلاحظ في بعض الاحيان و في شوارعنا خاصة سلوكيات اخرى ترتفع خلال هذا الشّهر كالغضب و الانفعال و حتى العنف خلال هذه المناسبة الدّينية، هذه الممارسات يربطها البعض بما يسمى “حشيشة رمضان” و الناتجة خاصة عن نقص الكافيين و النيكوتين بالجسد حسب تفسيرهم…
فهل فعلا حشيشة رمضان سلوك نفسي جسدي لديه أسبابه و تفسيراته أم انّه فقط تبرير لسلوك غير محمود متداول في المخيال الشّعبي للتونسيين؟
حول هذا الموضوع أكّدت الكاتبة و الدّكتورة في علم الاجتماع فتحية السّعيدي، انّ هذه الكلمة “حشيشة رمضان” لا يوجد لها تفسيرات علمية واضحة تؤكّد انّها مرتبطة بشهر الصيام و ناتجة عن حاجة الجسد لعناصر معيّنة، و لكن هي فقط تصورات و تمثلات صنعها المخيال الجمعي و تداولها الافراد.
و أضافت في تصريحها لتونس الرّقمية، أنّه من الممكن ان يتسبب نقص النيكوتين او الكافيين للمدخنين في بعض التوتر، و لكن ذلك ليس سببا لتبادل العنف اللّفظي و الجسدي داخل المجتمع.
و أوضحت محدّثتنا انّ “حشيشة رمضان” وفق رأيها مجرد ظاهرة إجتماعية ثقافية متوارثة تولّد استعدادات نفسية لدى الافراد حتى تتحجج بأعذار غير موجودة إلا في المخيال الجمعي لتبرير سلوكيات مرفوضة كالتوتر و العنف.
هذا وشددت الدكتورة فتحية السّعيدي على انّ هذه الكلمة أو تفسير السّلوك قد يدخل في التبرير خاصة لظواهر العنف كالعنف المنزلي والزوجي، وفق تعبيرها.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات