يتّفق الخُبراء على أنّ الإعلانات تُشكّل خطرا يهدّد الأطفال، نتيجة عوامل مختلفة. أهمّها عدم قدرة الأطفال على التمييز بين المحتوى التجاري والمحتوى الإعلامي أو الترفيهي.
ويمكن أن تشكّل الإعلانات خطرا على الأطفال لأنّها قد تُعرّضهم لما يلي:
-الاستهلاك المتزايد: من خلال التشجع على السلوكيات الاستهلاكية المندفعة.
-الأطعمة الغير صحية: غالبًا ما تستهدف الإعلانات الأطفال بمنتجات غذائية غير صحية.
-المادة: تساهم الإعلانات في تنمية رغبة امتلاك المادة لدى الأطفال.
-الصحة النفسية: يمكن أن تؤثر سلباً على احترام الذات والثقة في النفس.
-التلاعب العاطفي: حيث تستخدم الإعلانات تقنيات تستغل الحساسية العاطفية لدى الأطفال.
-تُهدّد السلامة: يُمكن للإعلانات الرقمية أن تعرض سلامة الأطفال وخصوصيتهم للخطر.
*ممارسات مثيرة للجدل ومبادئ يجب احترامها:
يتنافس المعلنون في الإبتكار من خلال اعتماد استراتجيات متنوّعة بما فيها بلوغ محيط المدرسة ورياض الأطفال. وبغض النظر عن شكل الإعلان الذي يستهدف هذه الفئة، يجب ألا يتسبب في ضرر معنوي أو جسدي للطفل. وللقيام بذلك، يجب أن تتجنب، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
-تشجيع الأطفال مباشرة على شراء منتج أو خدمة عن طريق استغلال عدم خبرتهم أو برائتهم.
-دعوة الأطفال إلى إقناع والديهم أو أشخاص آخرين بشراء منتج أو خدمة معينة.
-استخدام أو المساس بالثقة التي يضعها الأطفال بشكل طبيعي في والديهم أو معلميهم أوأشخاص آخرين يثقون بهم.
-تعريض الأطفال للخطر دون مبرّر.
ومن المؤسف أنّ التجاوزات من قبل المستشهرين الجشعين لا تنتهي، لذلك من الضروري في ظل هذا الوضع الذّي يهدّد سلامة الأطفال من الضروري أن يتخذ الآباء والمعلمون جملة من الإجراءات لحماية الأطفال من التعرض المفرط والاستهلاك الغير مدروس للإعلانات.
*فقرة إذاعية إشهارية تستهدف الأطفال:
في إطار فقرة ضمن برنامج إذاعي صباحي، يتوجّه المذيع، مرفوقا بأخصائية تغذية، مباشرة إلى تلاميذ مدرسة ابتدائية لتوعيتهم حول أهمية تناول وجبة خفيفة متوازنة. وهي دعوة تبدو صالحة ونبيلة مقارنة بمدى التأثير السلبي للوجبات السريعة على الصحة. إلاّ أنّ أخصائية التغذية تستغلّ الفرصة لتمرير رسالة واضحة تخدم علامة تجارية محدّدة تنتج الأجبان ومشتقات الحليب والمياه المعدنية.
لذلك فمن الواضح أنّ هذه الفقرة الإذاعية مخصّصة للتوجه للأطفال لترويج منتوجات علامة تجارية محدّدة، دون التفكير في تأثير ذلك على الأطفال ومدى تعلّقهم ببعض الأشياء.
ولا يُمكن أن تأتي المكافأة للطفل إلاّ عن طريق تناول قطعة من الجبن التابع لهذه العلامة التجارية، والتي تطرحها أخصائية التغذية كأحد أهم عناصر الوجبة الغذائية الصحية والمتكاملة!.
ولا يمكن اعتبار ذلك إلاّ طريقة غريبة للترويج للمنتوجات، فمن غير المقبول هذا التوجه المُباشر للأطفال بطريقة في ظاهرها “لطيف” من قبل أخصائية تغذية وفي باطنها، ترويجية بحتة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات