ثقافة

مهرجان صفاقس الدولي الدورة 41 : افتتاح باهت و سهرتان بشبابيك مغلقة (صور)

 

جمهور متعطش للفن رغم غياب المضمون الثقافي والبعد الانساني في سهرات الانطلاقة لمهرجان تجاوز الاربعين سنة و لم يستطع بعد فرض التواجد وخلق العادة والتغيير الثقافي في مدينة تغيب فيها الثقافة وتتقلص الفضاءات ويسكنها الاسمنت المسلح .

مهرجان ينطلق بميزانية محترمة تجاوزت المليار والنصف في غياب تصورات تجعل منه حدث وتصنع من صفاقس قطب ووجهة للفنون والفنانين من اسقاع العالم .

انطلق مهرجان صفاقس الدولي لتفتتح الدورة 41 بعرض للفنان زياد غرسة في حضور جماهيري متوسط وبإيقاع سهرة لم تقدم الجديد وباهتة ولم تستطع مسك الجمهور والسفر به في عالم الاغنية التونسية بصوت زياد الذي تغير بحكم التعب وهذا بعد خروجه من ازمته المرضية ليكون مردود العرض يتسم بالضعف والاجترار للاغاني القديمة في غياب التخت المتماسك و المتميز وعدد العناصر التي تملا الركح وتعطيه الحجم الحقيقي حتى يصبح  تخت موسيقي تونسي بالأداء المتميز و الايقاع الحقيقي في توزيع الاغاني .

غاب ايقاع السهرة في ضعف تنسيق الاغاني وتوزيعها الزمني  وشكل تقديمها وطرحها للجمهور ليسيطر الفتور ويصنع القلق ويغيب النسق في عرض اراده زياد ان يكون فني بالأساس بمجموعة محتشمة تكاد تكون عادية  مع البعض من الارتباك من هيئة المهرجان على مستوى التنظيم والتنسيق قبل العرض و داخل فضاء مسرح سيدي منصور .حيث غاب الجمهور وغاب اغلب الاعلاميين بالجهة لتأخر هيئة المهرجان في تقديم شارات الدخول واستدعاءات الحضور .

السهرة الاولى بعد عرض الافتتاح …عرض ” دوبل فاس ” :

بعد الافتتاح تأتي السهرة الاولى لمهرجان دولي لتكون من نصيب كريم الغربي وبسام الحضراوي في عرض مسرحية ” دوبل فاس ” .

عرض لا يخضع لتركيبة العمل المسرحي القائم على توازنات الخطابات الركحية والجمالية وبناء الشخصية حيث كان بالأساس عرض قائم على الخطاب اللفضي  ليعتمد الكلام في غياب القراءة السينوغرافية والايقاع الفرجوي وبناء الشخصية وحبكة النص إلا ان هذا العرض حقق اقبال جماهيري متميز لتكون سهرة بشبابيك مغلقة وبإقبال منقطع النظير .

نجاح جماهيري في غياب المحتوى الهادف على الركح حيث حضر التهريج بامتياز في غياب نسق للعرض يجعل من المتلقي اسير المحتوى والمضمون الا ان هذا العرض قام على القوالب الجاهزة والكليشيات القديمة بتحيين للحاضر وإسقاط للواقع ليحكمه الارتجال وضعف الاداء حيث كان كريم وبسام يبحثان عن انتزاع الضحكة من المتفرج واستجداء الابتسامة  دون بناء نسق يحول هذا المقترح الى فرجة تصنع عرض فيه من المقومات المسرحية والخطابات الركحية تكامل وإيقاع يحقق نسق يقدم المتعة ويمس المتلقي ويحقق الفعل ليكون عرض دون المستوى فيه من التهريج الكثير وخالي من الحبكة المسرحية بموجة كلامية تحكمها فوضى الالوان في حضور جماهيري متميز  .

السهرة الثانية بعد الافتتاح …  سهرة البكالوريا ” كافون والشاب بشير ”

سهرة شبابية وبامتياز حضرها جمهور متميز يحكمه الحلم ومفعم بالنجاح في الامتحانات ليرقص على ايقاع ” حوماني وقبيبي وأغنية الصبابة للشاب بشير ” باحثا عن الفرح ليتحرك الجسد ويسافر العقل في وجبة موسيقية ايقاعية تهز الخصر وتقتل الذوق.

ذكاء الهيئة المديرة في تنظيم هذا العرض عبر ربط النجاح وتلامذة ” الباكالوريا ” لخلق الرقم المالي في غياب التصور الثقافي والبعد الفني ليكون تحقيق الارقام المالية على حساب الذوق والجمال والفن لينجح المهرجان في هذه السهرة جماهريا ويخسر ثقافيا وفنيا .

عرض حول فضاء المهرجان الى ملهى ليلي تحكمه الاضواء والألوان والظلام ويصنع الحياة في الاجساد ويحقق الأرقام بجماهير غفيرة وشبابيك مغلقة .

خاتمة :

مهرجان صفاقس الدولي الدورة 41 خطوات نحو النجاح الجماهيري وتحقيق الارقام القياسية على مستوى اقتطاع التذاكر في غياب الرؤية الثقافية ومنهجية البناء وصناعة التميز والإقلاع بالمهرجان نحو العالمية الحقيقية في برمجة العروض وبناء التصورات وخلق التنشيط في المساحات الخارجية للمهرجان لتكون هذه السنة برمجة خالية من التميز وشبيهة بباقي برامج المهرجانات الاخرى .

رياض الحاج طيب

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى