ثقافة

تونس: افتتاح الدورة التأسيسية لمهرجان”مالوف المدينة المغاربي”

افتتح بيت المالوف التونسي لمسرح الاوبرا مساء أمس الثلاثاء، بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة فعاليات الدورة التأسيسية، لمهرجان “مالوف المدينة المغاربي” من خلال عرض”الششتري” بقيادة مكرم الانصاري، حيث كان الجمهور على موعد مع عرض موسيقي جمع بين الانشاد الصوفي او ما يعرف بمالوف الجد، والنمط الغنائي الاندلسي الهزلي في سهرة عبقت باجواء شهر رمضان الكريم.

فبعد اكثر من سنة من التكوين والبحث المتواصل في الموروث الموسيقي التقليدي، قدمت الفرقة الموسيقية لبيت المالوف اولى عروضها المتضمنة لاهم الانماط التعبيرية المميزة لموسيقى المالوف التونسي، على غرار النوبة ،والقصيد، والموشح، والزجل ،راوحت فيه بالخصوص بين الانشاد الصوفي في جانبه الموسيقي والفني البحت ،وموسيقى المالوف المتداولة، بأسلوب الاداء الجماعي تارة والفردي تارة اخرى.

والمهم في هذا العرض وهو نسبة لآلة « الطار » الحاضرة في الموسيقى التونسية التقليدية انه اختزل في وصلاته الغنائية القوالب الشعرية ذات النفس الصوفي التي ظهرت في الاندلس اواخر القرن التاسع، وتم تبنيها من قبل صوفيين من امثال محي الدين العربي وجلال الدين الرومي، حيث استمتع الحضور بوصلات غنائية للمجموعة الصوتية مثل « يا مرسل سحر الجفون »، و »مولاي عبدك ما يرضي جاشي »، و »يا بديع الصفات »، و »لولاك ما خلقت الاكوان »، وجميعها تتطرق لاغراض في ظاهرها دنيوية (التغني بالعشق والوجد والخمر..)، لكن جوهرها مفعم بالمعاني الصوفية المرتبطة بمفاهيم الحب الالاهي وتلك من ابرز خصوصيات اشعار « الششتري ».

الجزء الثاني من العرض الافتتاحي تعزز بحضور الفنان التونسي شكري عمر الحناشي الذي قدم منتوجا موسيقيا خاصا بسهرة « الششتري » من الحانه وكلمات شكري المشيري، حيث حرص شكري عمر الحناشي على إضفاء لمسة مجددة للعرض نالت استحسان الجمهور الحاضر الذي تفاعل مع الاغاني التي قدمها وهي « سيدي بوعلي عمارة الاوطان »، و »الله يا الله »،الى جانب أدائه لمقاطع من الموروث الغنائي الصوفي التونسي « انا خديم الجيلاني »، و »على بابا جلول »، و »بابا الشريف علاجي » .

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى