علمت تونس الرقمية أن رئيس هلال الشابة توفيق المكشر قد خسر القضية الاستعجالية التي رفعها في الايام الفارطة ضد اللجنة الوطنية للتأديب و الروح الرياضية التابعة للجامعة التونسية لكرة القدم .
وفي نفس السياق توجهه الهيئة المديرة للفريق الهلالي برسالة شديدة اللهجة لرئيس الجامعة وديع الجريء جاءت كالآتي :
إلى رأس المنظومة ومن لفّ لفّه : ليس كل طير يؤكل لحمه ..
ليس أقسى على المرء في هذه الدنيا من أن يعيش ليرى حفنة من الإنتهازيين والمتآمرين مجتمعين على نسف حلمه الذي أفنى في سبيله الغالي و النفيس حتى يراه أمام ناظريه حقيقة متجلّية ينسى بها ومن خلالها شقاء وتعب السنين حتى إن أعيتهم الحيلة وخذلتهم المعاول وأصبح الصّرح عن أذرعهم القصيرة عصيّا على التّناول جادت قريحتهم الشيطانية بفكرة جهنمية فنصبوا محاكمة صوريّة ليغتصبوا من هذا الإنسان حتى مجرّد الإحساس بالانتشاء بقرب إكتمال البنيان…هذا ليس مقطعا من رواية “أحفاد الشر ” فالحياة ملأى بمثل هكذا مقاطع مع إختلافات بسيطة في الوقائع فلكلّ ميدان أبطاله وأشراره حتى الكرة التي هي في الأصل لعبة مسلّية حبلى بالمبادئ والقيم الكونية لم تسلم من تجلّيات مثل هذه النوازع في أقبح صورها المعفّرة لجبين الإنسانية …
إنتهى هنا الكلام عن مأساة الإنسان في تأرجحه الأبدي بين مراتب الملاك ومنازل الشيطان ..
في منظومتنا الكروية المتخلّفة عن دروب الكرة العالمية مئات السنوات الضوئية ما زال هنالك من يعتقد انه فوق قدرة الإنسان بإمكانه أن يحجب عمّن يشاء نعيم الجنة ويهب لمن يشاء صكوك الغفران فيوجّه الدعوة لمن يشاء لحضور مواكب الشرف والإحتفال ويمنع هذا الشرف عن المغضوب عليهم من “الأشقياء” حتى رئيس الجمعية يمكن أن يجد نفسه ممنوعا من جني ثمار تعب موسم كامل بجرّة قرار من “خادم الجنان” فيُدعى البعيد والقريب و المندسّ والدّخيل ويُمنع المسؤول الأوّل في الجمعيّة من الجلوس في الصفوف الأماميّة… بالأمس أُكره المنصف خماخم على الغياب عن مباراة السوبر بين الصفاقسي والترجي لأنه تألّم من ظلم المنظومة فنفذ صبره وتكلّم وغدا سيجابه بنفس المصير كل مسؤول يرتفع صوته لنقد هؤلاء إيمانا بحرّيّة الرأي و التعبير … اليوم يُمنع أيضا توفيق المكشر لأوّل مرة من دخول ملعب الشابّة لشدّ أزر ناديه في موعد تاريخي ناضل طويلا من أجل الارتقاء بالهلال إليه لأن “لجنة التأديب والروح الرياضيّة ” أصدرت عليه – بعد محاكمة صوريّة لم يدعى إليها لا المحامي ولا المتهم – حكمها بالغياب فقط لأنّه قال لا لشريعة الغاب ولأنه تجرّأ على إختراق حاجز الخوف وطالب الجامعة وهو أحد أعضاءها بفتح الدّفاتر وكشف الحساب … قلناها وسنعيدها للمرّة الألف هذه المنظومة بمثل هذه الأساليب البالية أضحت تهرول نجو نهايتها المحتومة فهي ببحثها المحموم عن استعمال كل الوسائل المشروعىة وغير المشروعة لتأبيد بقاءها تنتج من حيث لا تدري كل الأسباب التي ستسرع حتما بفنائها …
ومثلما عنونّا بالطير هذا المقال سنختم بالطّير لنذكر قول الشافعي في هذا المجال : ما طار طير وإرتفع إلاّ كما طار وقع …
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات