سياسة

الجزائر والرئيس عبد المجيد تبون: نعم لاحترام سيادة تونس ولا للتدخل في شؤونها الداخلية

نتساءل أحيانا عما إذا كان بعض السياسيين في تونس لديهم رؤية واضحة حول حلفائنا وأصدقائنا وشركائنا الحقيقيين ، وهل تمكنوا من تجاوز منظورهم الضيق للمصالح الحزبية والموقف السياسي الداخلي للارتقاء إلى المستوى الذي تتطلبه المصلحة الوطنية.

 مرد حديثنا هذا، تفسيرات وقراءات بعض السياسيين التونسيين لتصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على قناة الجزيرة فيما يتعلق بتونس.

والمقلق هو أن بعض هذه التفسيرات والقراءات والاستقراءات صدرت من سياسيين ومسؤولين آخرين، وصل ببعضهم الأمر إلى حد اتهام الجزائر بالتدخل في الشؤون الداخلية لتونس. 

 في الواقع ، فإنه من المسلمات أنّ الجزائر تاريخيا لا تساوم مع مبدأ عدم التدخل. ولا تقبل أن تتدخل دول أخرى في شؤونها الداخلية ، وما لاترضاه لنفسها لاترضاه للآخرين، خاصة في حالة تونس. 

 وبعيدًا عن الطابع المتلاعب والمُنحرف لمثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها فقد رأينا وسمعنا جميعًا ، تأكيد الرئيس تبون مرارا وتكرارا وكلما سنحت الفرصة على الاحترام الضروري لسيادة تونس، وتشديده على عدم التسامح مع التدخل في الشؤون الداخلية في تونس، وحديثه في كل مرة أن التجاذبات الداخلية في تونس هي من مسؤولية التونسيين دون غيرهم.

 كما استنكر الرئيس الجزائري وجود بعض الضغوط التي مورست على تونس والتي وصفها بأنها ليست بريئة. مبينا في السياق ذاته أن الجزائر ملتزمة بدعم تونس اقتصاديا بالوسائل المتاحة وبالشكل الذي يتماشى مع احتياجاتها الحالية.. 

 وقد كانت الجزائر ومازالت واضحة جدا فيما يتعلق بالوضع السياسي في تونس حيث أكد الرئيس تبون أن بلاده “تسعى لمساعدة تونس دون انحياز لأي طرف، بهدف لم شمل الفرقاء التونسيين من منطلق حرصها على منع انهيار الدولة التونسية”

 بل إن الرئيس الجزائري ذهب إلى حد القول إن السلطات الجزائرية لا ترغب في تطوير أشكال من التعاون في تونس تشمل المجتمع المدني، والتي يمكن أن تكون غامضة وقد توحي بالتدخل لصالح طرف على حساب آخر.

 على حد علمنا ، لم يعبر أي زعيم أجنبي عن نفسه بهذه الطريقة الواضحة والصريحة، بحيث تقف بلاده مع تونس دون قيد أو شرط وتلتزم بعدم السماح بانهيارها.

 تصريح الرئيس الجزائري لم يكن مجرد كلام واستعراض بل كان له مضمون ملموس تجسد في مختلف المساعدات والدعم والتضامن الذي تجاوز المستوى المالي ليشمل على الأقل مجالات الطاقة والضروريات الأساسية لتونس .

و تبقى الإجابة الأكيدة والقطعية عن سؤال هل تتدخل الجزائر في الشأن الداخلي لتونس هي قطعا لا.. ولايمكن ان يشتبه في تدخل لا الجزائر ولا الرئيس الجزائري تبون في الشؤون الداخلية لتونس.. هناك علاقات بين دولة ودولة ، ومتطلبات تمليها المصالح ، ولكن هناك أيضًا الكثير من الأخوة والصدق والمسؤولية.. 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى