تونس: ما الذّي غيّرته الحملة الإنتخابية للتّشريعية في ”الشيخ راشد”؟

أيّام  قليلة تفصلنا عن الإستحقاق الإنتخابي الجديد الذّي ستعيش على وقعه بلادنا يوم الأحد السادس من شهر أكتوبر الجاري، وذلك بعد أن انتظم الدور الأوّل من الإنتخابات الرئاسية في الخامس عشرة من سبتمبر الفارط، ليتوافق تاريخ الدور الثاني منها مع الثالث عشر من شهر اكتوبر.

هذا الإستحقاق التشريعي، وإن لم يكن له نفس الوقع الذّي خلّفته فترة الحملة الإنتخابية الخاصة بالرئاسية على الشارع التونسي، أين شاهدنا الجميع مهتمّ حتّى أنّ صور متابعة المناظرات التلفزية من قبل الشعب غزت مواقع التواصل الإجتماعي، إلاّ أنّ السياسيين يُدركون جيّدا أهميتها لا سيما واننا في نظام شبه برلماني، لذلك فهم يبذلون قصارى جهدهم حتّى يكونوا ممثّلين في البرلمان وحتّى يتمكّنوا من حجز كرسيّ في باردو.

أبرز هؤلاء السياسيين رئيس حركة النّهضة ومرشّحها للإنتخابات التشريعية على رأس قائمة تونس1 راشد الغنّوشي، وقد أشرف بنفسه على تعليق برنامجه الإنتخابي وصوره في كافّة الأماكن المخصّصة له منذ الساعات الأولى من التاريخ الذّي حدّدته هيئة الإنخابات لإنطلاق الحملة الخاصة بالتشريعية.

ومنذ هذا التاريخ، وعكس ما عوّدنا رئيس حركة النّهضة على ندرة إن لم نقل انعدام تواجده ميدانيا، وصور حملته الإنتخابية تغزو مواقع التواصل الإجتماعي.

هي صور مألوفة لجميع السياسيين الغريب فيها هو زيارة الغنّوشي لبعض الأماكن التّي لم نشاهد له صورا فيها مسبّقا، فقد زار “الشيخ راشد” سوق البركة، المدينة العتيقة، حتّى إنّه زار أيضا باب الجديد والسراجين، أين “أغدق المواطنين بعطف وحنان لم يعتادوه من قبل”.

ليس غريبا أن يقوم كافة السياسيين بحملة انتخابية في كافة الإستحقاقات، ليس غريبا أيضا أن يُحاولوا إقناع الناخبين ببرامجهم بشتّى الطرق، لكن الغريب هو أنّ هؤلاء السياسيين،يبدو أنّهم لا يتعلّمون من أخطائهم ولا يُراجعون أبرز المحطّات التّي مرّت بها البلاد التونسية.

فالصور مع كبار السنّ وتقبيلهم، أخذ “سلفيات” مع الشباب والتربيت على أكتافهم، والحديث إلى النسوة ومصافحتهن، يمكن أن نقرّ أنّها أصبحت وسيلة فاشلة لإقناع الناخبين ولا تحرّك لهم ساكنا.

ولعلّ خير دليل على ذلك هي النتائج الأخيرة للدّور الأوّل من رئاسية 2019، والتّي إلى جانب تأكيدها عزوف المواطنين على صندوق الإنتخابات، حيث لم تصل نسبة المشاركة فيها حتّى الـ50 بالمائة، فإنّ النتائج التّي أفرزها الصندوق كانت صادمة لأغلب من أصرّوا على وابل من مثل هذه الصور خلال حملاتهم الإنتخابية…