مجتمع

التونسي و عصيدة الزّقوقو… بين عادة الاحتفال المتوارثة و غلاء الأسعار المشطّ

تختلف العادة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشّريف بين الدّول الاسلاميّة… و في تونس جرت هذه العادة على يتمّ اعداد “عصيدة الزقوقو”، هذا الطّبق الشّهير، حلو المذاق و المزيّن بما لذّ و طاب من الفواكه الجافة عرفه التونسيون في أواخر القرن التاسع عشر بسبب انتشار الفقر و المجاعة و خاصة في المناطق الدّاخلية لينتشر فيما بعد و يصبح رمزا للاحتفال بالولد النّبوي الشّريف. 

و لكن في يومنا هذا هل اصبح بمقدور التونسي اعداد هذه الاكلة؟ و كم اصبحت تكلفة عصيدة الزّقوقو..؟ 

كاميرا تونس الرّقمية رصدت اليوم بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة آراء التونسيين حول هذا الموضوع، و قد كانت اغلب الإجابات مؤكّدة لكون اعداد العصيدة و القيام بتزيينها بكلّ ما يلزم من فواكه جافة ضرورة و عادة لا يمكن الاستغناء عنها. 

فمن يعتبرها ضرورة يقول إنّه تعوّد و عائلتها على هذه العادة و التقليد و من غير الممكن اليوم ان يحرم أطفاله و زوجته من تلذذ طعم عصيدة الزّقوق الحلو، حتّى و ان كان ذلك مكلفا جدا مقارنة بسنوات مضت إذ من الممكن ان تصل تكلفة هذا الطّبق ما بين 90 دينارا و 150 دينارا. 

و أمّا من أكّد انّها عادة لا يمكن الاستغناء عنه، فهو يعتبر انّ هذه المناسبة هي موسميّة، مرّة كلّ شهر و من غير الممكن للتونسي ان يتخلّف عن الاحتفال بمثل هذه المناسبات، خاصة و انّه تعوّد الاحتفال بمناسبات دينية اخرى كعيد الفذر و المولد النّبوي الشّريف، و حتى لا يفوّت على نفسه هذه المنسبة فليس من الضروري ان يقوم باعداد هذا الطّبق بكميّة كبيرة و ليس من الضّروري ايضا ان يقوم بشراء كلّ انواع الفواكه الجافة لتزيينه، اذ من الممكن ان يكلّفه الامر ما بين 30 و 40 دينارا لا غير. 

عدد آخر من التونسيين أوضح انّ غلاء الاسعار عموما و اسعار المواد الاستهلاكيّة و الغذائيّة على وجه الخصوص اصبح يشكّل عائقا أما المواطن البسيط للاحتفال بمثل هذه المناسبات، مؤكّدين انّه ليس غلاء الكلغ من مادة الزقوق هو الوحيد وراء العزوف عن اعداد هذا الطّبق بل ايضا غلاء المكوّنات الاخرى كالنستلي و فقدان ابرز ثاني ابرز مكوّن لهذا الطّبق و هو الفرينة.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى