مجتمع

تونس: ظهور شرف الدين الليلة ينسف آمال جماعة “الاختفاء القسري” ويضع النقاط على الحروف..

منذ اللحظات الأولى لعملية إيقاف القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري يوم 31 ديسمبر 2021 ووضعه تحت الإقامة الجبرية، تم بذل مجهودات جبارة لتأليب الرأي العام وإظهار البحيري في صورة الضحية لبطش نظام دكتاتوري يهضم الحقوق ويصادر الحريات.. حتى أن بعضهم تحدث عن عملية اختفاء قسري و اختطاف… كل هذه المساعي ذهبت هباءً هذه الليلة خلال الظهور الإعلامي لوزير الداخلية توفيق شرف الدين، الذي نجح بطريقة رائعة في وضع الأمور في نصابها وسحب البساط من تحت أقدام من كانوا يراهنون على إشعال نيران الفتنة من خلال المغالطات والتمويه..

شرف الدين ظهر مساء اليوم في زي رجل دولة مسؤول وملتزم، مؤكدا على حساسية الموقف ومدى جدية دوره ومهمته في حفظ الأمانة والدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين.

وعلاوة على ذلك، فقد تبنى شرف الدين لغة واضحة وصريحة فاقت كل التوقعات، فقد نجح في أن يقول كل شيء دون أن يقول أي شيء من شأنه أن يؤثر على مسار التحقيقات القضائية وكشف عن جزء من التجاوزات المشينة لمن هم رهن الإقامة الجبرية، تجاوزات لمسؤولين كان من المفروض أن يكونوا قدوة في احترام وتطبيق القانون لا خرقه من خلال عمليات تدليس و تزوير لشهادات جنسية وجوازات سفر و لهم ارتباطات بشبهات ارهاب عابر للقارات..

المعطيات التي قدمها وزير الداخلية تحيل على أن الجماعة تورطوا طيلة عشرة سنوات في تزوير الحقائق و الوثائق والتحكم في القضاء باستعمال أجهزة الدولة.. المثير في كل هذا أن شرف الدين فضحهم بالأدلة أمام مرأى ومسمع كل العالم حتى يكون من ناصرهم سواء في الداخل أو الخارج شاهدا على فسادهم .. حيث أشار كذلك إلى أن ما خفي كان أعظم وأن هناك مفاجآت من العيار الثقيل مازالت لم تكشف بعد..

شرف الدين هذا المساء قام بما يجب أن يقوم به حتى يكون ضميره مرتاحا والكرة الآن في ملعب النيابة العمومية والقضاء المطالبين بكشف بقية الحقائق وعن علاقة جوازات السفر المزورة بقيادات كبيرة في حركة النهضة..

الجدير بالملاحظة أن ما يدعم صحة ما قدمه الليلة توفيق شرف الدين والذي شدد أن كل ما قاله موثق بالأدلة والبراهين هو لجوء البحيري إلى أساليب ملتوية و الدخول في إضراب جوع بالرغم أنه محامي ووزير عدل سابق ويدرك جيدا كل صغيرة وكبيرة عن المسارات والإجراءات القانونية و لم يقم بالإلتجاء الى القضاء الإداري كما فعل شوقي الطبيب على سبيل الذكر لا الحصر..

الأكيد أن الأيام القادمة ستكشف معطيات جديدة قد تكون سببا في سقوط عديد الأقنعة التي تخفّى وراءها أصحابها لأكثر من عشر سنوات…

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى