مجتمع

قنبلة موقوتة في مدنين: مهاجرون يغادرون مركز الحجر الصحي الوجوبي دون تحاليل ووزارة الصحة عاجزة عن إيجاد حل

قامت المنظمة الدولية للهجرة بإخراج المهاجرين غير النظاميين من مركز الحجر الصحي الوجوبي بعد قضائه فترة اسبوع دون انتظار صدور نتائج تحاليلهم لعجزها عن التكفل بمصاريفهم لفترة أطول بالمركز وفق ما ورد على مراسلة تونس الرقمية بمدنين.

وأوضح مدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بمدنين الدكتور زيد العنز أن ولاية مدنين استقبلت خلال الفترة الأخيرة أعدادا كبيرة من المهاجرين اخرهم وصلوا قبل أسبوعين وعددهم 598 مهاجرا تم رفع عينات من 300 شخص منهم ولم تصدر سوى نتائج 60 عينة منها ما دفع بالمنظمة الدولية للهجرة إلى اتخاذ قرار نقلهم إلى جرجيس لأن عملية رفع العينات بطيئة هي لم تعد قادرة على التكفل بالمهاجرين بمركز الحجر الوجوبي.

وقال الدكتور زيد أن سبب تأخر أخذ العينات سببه تزامن وصول الأعدادالكبيرة من المهاجرين مع فترة اتسم فيها الوضع الوبائي بالتأزم ما شكل ضغطا على المخبر المرجعي بمستشفى الصادق المقدم بحومة السوق جربة الذي توجد به حاليا 600 عينة تنتظر التحليل، علما وان العينات يجب ان تحلل قبل مرور 72 ساعة.

وأضاف الدكتور زيد أنهم كإدارة جهوية للصحة قاموا بمراسلة وزارة الصحة وأطلقوا نداء إستغاثة للتدخل العاجل بعد أن تعذر عليهم تحليل العينات المرفوعة خاصة من المهاجرين الذين غادروا الحجر الصحي الإجباري بعد 7 أيام دون نتيجة كما هو متعامل به حسب توصيات وزارة الصحة على كل وافد من الخارج دون تحليل سلبي، وهو ما يشكل خطرا كبيرا.

وقال الدكتور زيد أن تخوف أهالي جرجيس من المهاجرين منطقي لأن تواجدهم خارج الحجر بانقضاء المدة القانونية المعلنة من طرف وزارة الصحة دون نتيجة تحليل مخبري، تجعل إمكانية نشرهم لدعوى الفايروس واردة خاصة وأن 80% من الوافدين على ولاية مدنين خلال الأسبوعين الأخيرين وعددهم 598 شخصا هم قادمون من بنغلاداش القريبة من الهند وبالتالي قد يكونون حاملين للسلالة الهندية المصنفة الأخطر وسريعة الانتشار.

هذا إلى جانب وجود عدد كبير من المهاجرين المصابين بداء الجرب ولذا فإن اخراجهم من الحجر يشكل خطرا سيما وأنه يستحيل حاليا على المنظمة الدولية للهجرة إيجاد أماكن لايوائهم ما يجعلهم يبقون لفترة في الشارع يتجولون بحرية، أو تجدهم يتجمعون في منازل للكراء بأعداد كبيرة دون ادنى مقومات السلامة الصحية ما يضاعف خطر نقلهم للأمراض في جرجيس وفي مدنين ككل.

وعن رد الوزارة قال الدكتور زيد أنها اقترحت ارسال العينات المرفوعة إلى مخابر خارج الولاية بمعدل 200 عينة إلى المخبر البيولوجي المتنقل للصحة العسكرية و100 عينة على كل من مخابر سوسة والمنستير وصفاقس، مشيرا إلى أن المخبر العسكري رفض المقترح للضغط الكبير الذي يشهده، فيما لم تجب بقية المخابر على مقترح الوزارة بعد.

هذا وتحدث الدكتور زيد عن مقترح دعم المجهودات وزارة الصحة قدمته المنظمة الدولية للهجرة على مستوى العنصر البشري وكل مستلزمات إجراء التحليل لكنها لم تلقى تجاوبا بعد من وزارة الصحة.

هذا الخلل ألقى بتداعياته السلبية على المهاجرين المتواجدين بمركز الحجر الصحي الإجباري بجربة حيث عمد بعضهم إلى محاولة الإنتحار في مسبح النزل وشرب مادة سامة ” جافال” والفرار بالقفز من الجدار الخلفي للمركز وغيرها من المشاكل اليومية التي يواجهها صاحب النزل فضلا عن ما تتكلفه الإقامة على المنظمة الدولية للهجرة.

ويعد إيواء المهاجرين غير النظامين بولاية مدنين مشكلا حقيقيا لم تتوصل بعد وزارة الصحة إلى حلحلته نهائيا بإعتبارها الطرف الرسمي في تطبيق المنظومة الصحية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، إذ ينص الإتفاق بين المنظمات، المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر، على أن تتولى الوزارة ممثلة في الإدارة الجهوية للصحة بمدنين في رفع العينات قصد تحليلها للتأكد من سلامتهم من كورونا وذلك بعد 5 أيام من إيوائهم الحجر الصحي الإجباري على أن يغادر الأشخاص السلبيون المركز بعد أسبوع وعزل الحالات الإيجابية لعشرة أيام كل ذلك يتم بعد استقبالهم من طرف الهلال الأحمر ليكون التدخل الأخير للمنظمتين المذكورتين بإيوائهم بالمبيتات ولكن يبدو أن عجز وزارة الصحة عن إتمام دورها حال دون تحليل العينات ما جعل المنظمة الدولية للهجرة ترفض الإبقاء عليهم بمركز الإيواء لفترة أطول وقررت إخراجهم دون التثبت من حملهم للفايروس او إحدى  سلالاته الخطيرة ما جعل أهالي الجهة يخرجون في تحركات احتجاجية رافضة لوجود المهاجرين بينهم.

 

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى