مجتمع

مدنين: استثناهم القانون وتناستهم المنظمات… شهادات صادمة لمهاجرين غير نظاميين [تسجيل]

" ]

جاء رمضان مختلفا هذا العام في ظل إجراءات الحجر الصحي التي لم يتم التخفيف منها إلا مؤخرا..
إجراءات أضرت بمصالح الكثيرين وتدخلت الدولة لمساعدة الوضعيات الأكثر هشاشة بينهم ..
لكن ماذا عن المهاجرين غير النظاميين الموجودين ببلادنا؟
في ولاية مدنين يعيش نحو 600 مهاجر غير نظامي موزعين بين جرجيس ومدنين وجربة، ظروفا صعبة فلا عمل يكفل لهم العيش الكريم ولا اكل يسدون به رمقهم..

العمل مقابل السكن 

استثناهم القانون من الحصول على مساعدات الدولة المقدمة للمتضررين من الجائحة والمقدمة بمناسبة شهر رمضان، فهم غرباء عن هذا الوطن ولا يملكون وثائق رسمية ومنسيون تخلت عنهم منظمة الهجرة الدولية ورفضت مطالب من تقدموا بطلب اللجوء إلى دول إعادة التوطين.

يقول أحمد، مهاجر سوداني التقيناه بجرجيس، انه يعمل حارسا لدى أحد الأشخاص مقابل الحصول على مكان يقيم فيه مجانا بعد ان انقطع عن العمل منذ بداية الأزمة الصحية بالبلاد.
واحمد هو واحد من بين الكثيرين ممن غادروا أوطانهم هربا من جحيم الاقتتال حيث تشهد منطقته نزاعات مستمرة وفق تعبيره، انتقل إلى ليبيا ومنها إلى تونس وتحديدا ولاية مدنين منذ ثماني سنوات قضاها بحلوها ومرها إلى أن جاء الوباء ووجد نفسه في وضع لا يحسد عليه.
بمرارة واصل حديثه : “والله وضعيتي صعبة وحالة ما علم بيها إلا ربنا .. ومنظمات سكروا علينا.. و قاعدين وخلاص.. وأمورنا صعبة شديد لا خدمة زايدة الكورونا والمقرونة والرز غالية وقاعدين”
وأضاف أحمد أنه لا توجد إحاطة صحية بالمهاحرين في هذا الظرف الوبائي: ” ما عندنا غير المية والشرب ونغسل ايدينا”

نساء مهاجرات دون عائل 

أمثال أحمد كثر، وعلى اختلاف حكايتهم وتعدد جنسياتهم تبقى المعاناة وجه الشبه الذي لا يمحى بينهم،فهاهي الإيفوارية مريم ومواطنتها صافي تواصلان رواية فصل آخر من واقعهما الصعب.
فمريم تقيم بمفردها بمنطقة العقلة بجرجيس دون عمل ودون عائل وتعاني من المرض، وهي التي خرجت من بلادها بحثا عن حياة أفضل لتجد نفسها في السجن بليبيا ثم القت بها الأقدار في ولاية مدنين حيث خيرت الهرب إلى تونس على أن تبقى في ليبيا تحت تهديد مستمر حسب قولها.
بكلمات فرنسية متقطعة روت مريم معاناتها :”لا طعام لا طعام، أنا في المنزل لا أعمل.. الهلال الأحمر ساعدني قليلا .. ليس سهلا الحصول على الطعام.. أقضي رمضان وحيدة أيضا” ..
وقصة صافي لا تختلف كثيرا عن مريم فهي أيضا بحثت عن عيش كريم بعيدا عن بلدها ليقودها القدر إلى ليبيا أين سجنت واغتصبت طيلة ستة أشهر، قبل أن تتمكن من الدخول إلى تونس عبر الحدود الصحراوية بقطاع بنقردان سيرا على الاقدام.
وقد تم القبض عليها من طرف الوحدات العسكرية وقضت اسبوعين في الإيقاف بتونس ثم تم نقلها إلى مدنين.
صافي تقول أن وضعها قبل الوباء كان أفضل وأنها لا تفكر في مغادرة تونس لكنها الآن تعاني وضعا صعبا هي واخوها، فحتى مساعدات المنظمة الدولية للهجرة لم تشملهما حيث قدمت المنظمة خلال النصف الثاني من شهر رمضان مساعدات لعدد من المهاجرين في شكل وصولات بقيمة مائة دينار للفرد ومائتي دينار للعائلات.
صافي وحسب تأكيدها اتصلت بأكثر من جهة لمساعدتها لكن ما من مجيب.
ويتدخل بعض من المواطنين بين الحين والآخر لتقديم العون لهؤلاء المهاجرين كذلك الهلال الأحمر التونسي الذي تدخل لمساعدة الحالات الأكثر هشاشة بينهم المهاجرين وحث أيضا منظمة الهجرة العالمية على التحرك لفائدتهم لكنهم مازالو في حاجة إلى تدخلات أكبر وفق ما أكده رئيس الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بمدنين منجي سليم خاصة وأن بينهم مرضى ونساء وأطفال يعيشون اوضاعا صعبة جدا.

هم مهاجرون غير نظاميون لم يسعفهم القانون في التمتع بمساعدات الدولة فهل ستوليهم المنظمات لفتتة جادة خاصة مع طول فترة الأزمة الصحية بفعل انتشار جائحة كورونا.
تصريح بعض المهاجرين:

تصريح منجي سليم رئيس الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بمدنين

عفاف الودرني

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى