مجتمع

هل مازال الشاب التونسي اليوم يفكّر في الزواج ؟[فيديو]

" ]

تكشف معطيات للمعهد الوطني للإحصاء، أنّ عدد عقود الزواج في تونس تسجّل تراجعا متواصلا خلال السنوات الفارطة، حيث شهدت سنة 2020 أعلى نسبة انخفاض في عدد الزيجات، بلغ  65630 عقدا بعدما كان في حدود 83.105 عقود في سنة 2019، و 198 ألف و125 عقد في سنة 2016.

وتتعدّد أسباب تراجع الإقبال على الزواج في تونس وترتفع في الوقت ذاته كلّ سنة تقريبا، ففي ظلّ ارتفاع نسب البطالة، ليبلغ تقريبا 638 عاطل عن العمل خلال الثلاثي الأخير من السنة الحالية، بنسبة تقدّر بـأكثر من 23 بالمائة من بين حاملي الشهائد العليا، وبلوغ التضخم مستويات عالية جدا وصلت إلى ارتفاع بـ8.6 بالمائة خلال شهر أكتوبر الفارط، وفق أرقام المعهد الوطني للإحصاء، يجد الشاب التونسي نفسه غير قادر على تحمّل تكاليف الزواج الذّي أصبح يعدّ عبئ يثقل كاهله ولو كان بأبسط التكاليف.

وفي هذا السياق رصدت تونس الرّقمية آراء عدد التونسيين من الشباب والبنات في هذا الموضوع وعن ما يتبادر إلى أذهانهم حول فكرة الزواج، أو عن ما إذا كانت الفكرة مطروحة لديهم من عدمها.

وقد كانت الإجابات متقاربة تماما للجنسين تقريبا، حيث أجمع الشباب على أن هذا الأمر أصبح صعبا جدا في ظلّ الظروف الإقتصادية التّي نشهدها وقال البعض منهم أنّه غير قادر حتى على تحمّل مسؤلية نفسه وتوفير مستلزماته اليومية لتحمّل تكاليف الزواج والعائلة، فيما أكّد البعض منهم أنّه يفكّر في الموضوع ويرغب في الزواج والإستقرار إلاّ أنّ الواقع يحتّم عليه أن يفكّر كثيرا في الموضوع ويستعدّ للفكرة ماليا بالأساس.

أمّا ممن حاورناهم من الإناث فتقريبا دعّموا الفكرة، حيث أكّدوا أنّ الزواج مسؤولية بالأساس ومن الضروري توفير مستوى أدنى من العيش الكريم ليتواصل في ظروف حسنة، وتحدّثوا أيضا عن التكاليف الباهضة جدّا للزواج سواء كان على مستوى الإستعدادات، أو حتّى بعد ذلك على مستوى تأسيس عائلة والإلتزام بها، هذا إذا ما لم نتحدّث عن الإنجاب والأطفال أصلا.

ويمكن أن نستخلص من آراء هذه المجموعة من الشباب، أنّ العائق الأساسي الذّي يكمن أمامهم بخصوص الزواج هو الجانب المادي، وهو ما يجعلهم إمّا يؤجّلون الفكرة أو يلغونها تماما في ظلّ الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد التونسية، وهذا ما يحعلنا نطرح تساؤلا حول ما إذا أصبح الزواج حلما بعيدا المنى عن الشاب التونسي أو فكرة لا تجول بخاطره تماما؟ 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى