ملفات

تونس: هل نجحت السلطة في تحجيم دور إتحاد الشغل في المربع الإجتماعي ؟

تونس: هل نجحت السلطة في تحجيم دور إتحاد الشغل في المربع الإجتماعي ؟

حدث نقابي ثقيل الحجم طبع هذا الأسبوع..

حيث تمّ ليلة الاثنين 20 نوفمبر ايقاف الكاتب العام لاتحاد الشغل بصفاقس، يوسف العوادني، ليتم الاحتفاظ به صحبة نقابيين آخرين مدة يومين بتهمة تعطيل حرية العمل والتهديد بما يوجب عقاب جنائي والانمام الى جمع من شانه الاخلال بالراحة العامة.

تصاعد ردود أفعال المنظمة الشغلية 

تتالت ردود أفعال المنظمة الشغلية بدءا باقرار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس هيئة ادارية جهوية استعجالية أقرت مبدأ الاضراب العام الجهوي مرفوقا بوقفات احتجاجية واضرابات قطاعية، مرورا بتنفيذ يوم غضب بولاية صفاقس يوم الاربعاء 22 نوفمبر شارك فيه عدد من أعضاء المكتب التنفيذي لإتحاد الشغل على غرار سامي الطاهري وصولا الى برمجة هيئة ادارية وطنية بمدينة الحمامات يوم الخميس أشرف عليها الأمين العام للمنظمة الشغلية نور الدين الطبوبي.

القضاء يُصدر كلمته

قررت الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية صفاقس1،في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء، عدم سماع الدعوى في حق الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، يوسف العوادني واثنين من أعوان الشركة الجديدة للنقل بقرقنة( حاتم الزغب الكاتب العام للفرع الجامعي للنقل وصلاح قراجة).

كما قرّرت الحكم بالسجن لمدة شهر بحق أشرف المكي وسليمان القروي من أجل تعطيل حرية العمل.

مخرجات الهيئة الإدارية الوطنية..الإتحاد يدعو لإستئناف المفاوضات

في ختام هيئتها الادارية أصدرت المنظمة الشغلية بيانا طالبت فيه الحكومة باستئناف المفاوضات في الوظيفة العمومية والقطاع العام فورا.

واعتبر اتحاد الشغل ان قانون المالية المعروض للمصادقة استنساخ لسياسة محاسباتية ليبيرالية ضيّقة الأفق وخالية من أي روح خلاّقة استشرافية فضلا عن كونها مصاغة في المكاتب المغلقة بعيدا عن أيّ سياسة تشاركية تدفع إلى رؤية وطنية موحّدة لإنقاذ الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وحمّلت الهيئة الادارية السلطة مسؤوليتها كاملة في آثار هذا القانون وارتداداته الاجتماعية.

وشددت الاتحاد على انه وفي صورة التمادي في رفض الحوار الاجتماعي فإنّ الهيئة الإدارية الوطنية تعبّر عن استعداد كل الهياكل النقابية لتنفيذ تحرّكات نضالية قطاعية وجهوية ووطنية دفاعا عن الحق النقابي وعن حقّ التفاوض وفي نفس الوقت تتابع ملف الانتهاكات ضدّ الحق النقابي وترفض عرقلة النشاط النقابي ومنع عقد المؤتمرات في بعض المؤسّسات والاستفراد بالإصلاح التربوي عبر استشارة شكلية وضيّقة.

هل يستكين الإتحاد في دوره الإجتماعي ؟

ايقاف العوادني يُعد الإستهداف الأكبر من حيث الوزن النقابي باعتباره كاتب عام للاتحاد الجهوي بصفاقس بما لولاية صفاقس من زخم نقابي وتاريخ حركي..

حدث قرأه كثيرون على أنه جسّ نبض من قبل السلطة لمدى قدرة المنظمة الشغيلة على ضبط النفس ولقياس قدرتها على التعبئة الشعبية من جهة أو سعي لتحجيم دور المنظمة الشغيلة في دورها الاجتماعي المطلبي بعيدا عن المجال السياسي، من جهة أخرى..

فيما اعتبره الاتحاد سعيا من بعض الأطراف لتوريط الإتحاد في صدام غير محمود العواقب مع السلطة..لا تسعى له المنظمة الشغلية وفق ما أعلنه الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي صراحة.

فهل يستكين الإتحاد لدوره الإجتماعي..أم سيكون للنقابيين رأي آخر..قادم الأيام ستكشف مآلات علاقة الاتحاد بالسلطة.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى