اقتصاد وأعمال

الشّكندالي: “المؤسسات العمومية جنحت عن دورها الاجتماعي و المواطن يتحمّل عجزها المالي بطريقة مضاعفة” [فيديو]

" ]

لا يزال عدد هام من المؤسّسات العموميّة في تونس يعاني من اشكاليات مالية، و اصبح جزء كبير منها يثقل كاهل الدّولة و المالية العموميّة خاصة في ظلّ غياب اصلاحات جذريّة مدروسة، و يرجع البعض من المحلّلين هذا الاشكال الكبير أساسا لسوء الحوكمة و الفساد الاداري و المالي و اغراق هذه المؤسّسات بالانتدابات.

حول هذا الموضوع أفاد اليوم الأستاذ الجامعي في الاقتصاد رضا الشّكندالي، بأنّ الفكرة الاساسيّة لبعث الشّركات و المؤسّسات العمومية من قبل الدّولة هي حماية المواطن التونسي، و ذلك لكون الخدمات المقدّمة من قبل هذه الشّركات إذا ما كانت في الاطار التنافسي من قبل القطاع الخاص فإنّ سعر هذه الخدمة قد لا يتماشى مع المقدرة الشّرائيّة للمواطن التونسي.

و على سبيل الذّكر من بين هذه الخدمات، وفق محدّثنا، هو التّمتع بخدمة الماء الصالح للشّراب و بخدمة التّيار الكهربائي و النّقل العمومي، و كانت اسعار هذه الخدمات تتماشى و المقدرة الشّرائيّة للمواطن التونسي و ذلك لكون اليد العاملة كانت اسعارها بطريقة تفاضليّة و لا تتطلّب الكثير من المال، و لكن مع مرور الوقت تغيّرت هذه المعايير ليجد التونسي نفسه امام اسعار مشطّه لهذه الخدمات… 

الامر الذّي تسبب في جنوح الدّور الاصلي لهذه المؤسّسات العمومية و التي خلقت من اجله و هو الدّور الاجتماعي، هذا الامر يعود اساسا لتوفّر جملة من المكتسبات و امتيازات و هي بالاساس مكتسبات مالية لعدد هام من إطارات و موظّفي و عمّال هذه الشّركات، و ذلك بفضل النّقابات و الاتحاد العام التونسي للشّغل، بالاضافة لوجود الكثير من الفساد داخل هذه المؤّسسات، كلّ هذا تسبب في تضاعف تكلفة الخدّمات التي يتحّملها المواطن التونسي، وفق تعبيره. 

مشدّدا على انّ التونسي اليوم يدفع سعر هذه الخدمات بهدف التّمتع بها كما أنّه يدفع دعم للدّولة لتمويل هذه المؤسّسات الخاسرة، الأمر الذّي جعل من ثمن الفاتورة مرتفعا كثيرا، كفاتورة الكهرباء، بالاضافة للفساد و سوء التّصرف في المال العام عقّد هذه المسألة و جعلها كارثيّة. 

و للخروج من هذه الأزمات و الحدّ من انخرام التوازنات المالية الذّي تسببه هذه المؤسسات على مستوى المالية العمومية، قال خبير الاقتصاد أنّه لا بدّ من متابعة و تناول الوضعيات حالة بحالة و القيام بدراسة شاملة لفهم كيف كانت تحقق أرباحا في أوقات سابقة و ما هي الأسباب التي جعلتها تعاني اليوم من عجز مالي؟

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى