علّق اليوم الأربعاء، 08 فيفري 2023، النّاشط السّياسي حاتم المليكي في تصريح لتونس الرّقمية على الإقالات المتتالية التي قام بها مؤخّرا رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد لعدد من وزراء حكومة نجلاء بودن، و قال المليكي إنّه من حيث المبدأ تغيير الفريق الحكومي هو من صلاحيات رئيس الحكومة أو رئيس الجمهوريّة إذا كان يشرف على الفريق الحكومي.
و أوضح المليكي أنّه في أغلب الأحيان تعلن الحكومات على برامجها و من ثمّ تقوم بتقييم آدائها و على إثره تقرّر الابقاء على الفريق الحكومي أو تغييره أي أنّ عمليّة التقييم و التغيير مرتبطة بالسّياسات وبدرجة تطبيقها، مشيرا إلى أنّه يوجد كذلك في بعض الوزارات القطاعيّة وجود أحداث تبرّر إقالة الوزير لأنّ الحدث يعتبر من مسؤوليته الشّخصية في علاقة بالانتاج أو التوزيع.
محدثنا لفت في ذات السّياق إلى أنّ الحالة التي تعيشها تونس هو وجود فشل في الآداء الحكومي و اعتبار الوزراء كبش فداء و يتمّ تحميلهم المسؤولية دون اي دراسة موضوعيّة كما وقع مع وزير الفلاحة أو وزيرة التّجارة فالسؤّال المطروح هل أنّ تغيير الوزير سيغيّر منظومات الانتاج و سيسمح بالتّحكم في مسالك التوزيع و سيقوم باعطاء اسعار مرضية للمنتجين و المستهلكين في علاقة بالمواد الفلاحية !؟ معتبرا انّه لم يتمّ اتخاذ هذا التوجه، وفق تقديره.
و اعتبر المليكي أنّه في أغلب الأحيان تغيير الأشخاص لا يكون مفيدا إلا في حالة أن يكون الوزير الجديد لديه برنامج أو كفاءة عالية، و لكن عادة ما تنجح الحكومات إذا كان لرئيس الحكومة أو رئيس الجمهوريّة رؤية واضحة و وسائل لتنفيذ الرؤية و آليات للتقييم و ان لم تتوفّر هذه الشّروط الثلاث فإنّ التغييرات لن تكون ناجعة.
و عن إقالة وزير الخارجيّة أشار المليكي إلى النقص الكبير في ميزانيّة الوزارة و أيضا إلى عدم وجود سفراء لتونس في عديد الدّول، بالاضافة لكون رئيس الجمهوريّة حضر 5 قمم عالمية و هي المرّة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ تونس و جمعته أيضا لقاءات مباشرة مع كلّ رؤساء العالم و لكن بقي آداء الدّيبلوماسية التونسية ضعيفا إذا ما تمّ تقييمه بحجم الاستثمارات الخارجيّة في تونس و بالتّعاملات الاقتصاديّة و المالية و عدم الوصول أيضا إلى اتفاق مع صندوق النّقد الدّولي.
هذا و قال محدّثنا إنّه ووفق تقديره فإنّ الإقالات ستتواصل إذا ما تواصل الفشل لأنّه سيتمّ تبريره من خلال إقالة الوزراء وفق تعبيره .
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات