سياسة

بقلم زبير الشهودي: مثلث برمودة وصناعة مسار 7/25.. نشر الخوف + خطاب الكراهية + ظاهرة التشفي = النتيجة الحتميّة انهيار السلّم الاجتماعي

تعيش تونس تحولات عميقة في السّياسة والاجتماع ما بعد 25 / 7 رغم أنّها لم تشذّ عن سياق السّيرورة التّاريخية لكلّ المسارات الثّوريّة التي عاشتها أمم من قبلنا حيث تنتكس الثورات وتُبعَث من جديد في مكابدة البحث عن الاستقرار والنّجاعة، هذا حال الثورات حين يكون لها قيادة ورؤية فما بالك بالثّورة التّونسية التي تفتقد إلى الاثنين معا.

لأجل ذلك انهار الانتقال الديمقراطي بسبب الفشل في إرساء العدالة الاجتماعية والتّقسيم العادل للثروة ونجحت القوى المضادة للثّورة في تكريس سرديّة الفشل وغياب النجاعة لتتحول القوى الشعبوية والقوى المضادة للثورة في تقاطع مريب إلى معاول هدم لبعض المنجز السّياسي للانتقال الديمقراطي بحثا عن فرصة واهمة لإعادة التّوازن بين إرادة الشّعب والدّولة والنّخب القياديّة.

فكيف كان مسار هذا الهدم؟

استند هذا المسار على توظيف حالة الفشل السياسيّ وضعف المردوديّة الاقتصاديّة وتهرئة الصّورة القياديّة لإدارة الحكم وتكريس صورة الحاكم المتغلب، كما ارتكز عبر مسار طويل على نشر الخوف من المستقبل وغياب الدولة ليتمّ اذكاء هذا الخوف بخطاب شعبوي بغيض قسّم المجتمع وولّد حالة احتقان غير مسبوقة وانقسام حادّ ” مع أو ضد مسار 25 جويلية ” وقد ولّد هذا الخطاب ظاهرة تشفّ غريبة عن ثقافة التّسامح الضّاربة في عمق التّاريخ الحضاري لهذا البلد، تشفّ من كلّ الذين شملتهم الإجراءت الاستثنائيّة من المخالفين لرأي الرّئيس، ووقع تعميم النّقمة والرّفض لتشمل كلّ ما قبل 25 جويلية من مؤسّسات وأشخاص وكلّ مشترك صنعه التونسيون في ملاحم كبرى منذ 17ديسمبر 14 جانفي :

انتخابات 2011 / الحوار الوطني / دستور 2014 / ملحمة بنقردان …..ليتحول المجتمع الى قسمين متصارعين إعلام ضد إعلام سياسيّون ضد آخرين، والأخطر شارع ضد شارع، بهذا الحصيلة الخطيرة نحن سائرون نحو مسار يهدّد جديّا السّلم الأهلي والتّماسك الاجتماعي، وينذر بتفكك عرى المجتمع ووحدته.

هذا هو الخطر الدّاهم الذي يقتضي الانتباه اليه والتوقّي من مآلاته الكارثيّة المفزعة و يوجب صناعة كتلة تاريخيّة من أجل بناء قوة وسيطة تشتغل على عودة الوئام بين التونسيون وإحياء قيم التعايش المشترك في ظل فسيفساء التّنوع الجميل بتونس.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى