مجتمع

هيثم الفريوي يسلّط الضوء على تقصير الدّولة مع مواطنيها بالخارج [فيديو]

" ]

في حوار مطوّل مع تونس الرّقمية تحدّث الخبير في الاتصال السّياسي هيثم الفريوي على جملة من المشاكل التي تعاني منها الجالية التونسية بالخارج خاصة مع اقتراب العطلة الصّيفيّة…

غلاء أسعار التّذاكر و النّقض المسجّل في الرّحلات: 

أوّل هذه المشاكل حسب الفريوي تتمثّل في الارتفاع المشطّ لاسعار تذاكر السّفر و التي لم يعد بمقدور العائلة التونسيّة و التي تعيش خارج ارض الوطن، شراءها، و المتعارف عليه هو أنّ الصيف يعد موسم توافد التونسيين على بلادهم بالإضافة للنّقص الكبير المسجّل على مستوى الرّحلات مما يتسبّب في الاكتظاظ …

و أرجع الفريوي أسباب غلاء الأسعار إلى المشاكل الاقتصاديّة العالميّة بدرجة أولى و ارتفاع سعر النّفط، بالإضافة لما تعانيه تونس، و لكن استدرك القول بأنّ الخطوط الجويّة التونسية و شركة الملاحة تحاولان بقدر الإمكان ان توفّر أسعار مناسبة للجالية التونسية . 

و تابع في ذات السّياق بأنّ وكالات الاسفار الخاصة و المنتصبة بالأسواق الاوروبية تقدّم عروضا و اسعارا خيالية لرحلات منظّمة تخصّص للسّياح من غير التّونسيين في حين أنّ الأمر أصبح يمثّل معضلة بالنّسبة للمواطن التونسي المقيم بالخارج، و لذا طالب محدّثنا السّلط المعنيّة بضرورة القيام بعدد من العروض لفائدة ابنائها بهدف استمالتهم و حثّهم على القدوم لتونس رفقة ابنائهم و حتّى احفادهم لأنّ الرّوابط الأسريّة اليوم تقلّصت وفق تعبيره و يجب أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار. 

مواطنونا بالخارج اليوم يوفّرون مبالغ مالية هامة بالعملة الصّعبة للبلاد يتمّ استغلالها في الازمة التي تعيشها تونس و هو سبب آخر من الاسباب التي لا يجب تجاهلها و التي يجب العمل على تطويرها و السعي لتوفير أكبر ارقام ممكنة من خلال جملة من العروض. 

غياب تام للمسؤولين و للارادة السّياسية: 

و انتقد الفريوي في هذا السّياق الغياب التّام للمسؤولين و الأطراف المعنيّة صلب الدّولة و التي من شأنها ان تتابع شؤون التونسيين بالخارج كما كان الأمر معمولا به قبل 10 سنوات من قبل ديوان التونسيين بالخارج، و قدّم الفريوي مثالا، المغرب و هي الدّولة التي يعتبر حضورها، جدّ فعّال و ناجع بالنّسبة لمواطنيها بالخارج خاصة و أنّها تعمل على تسهيل كلّ الامور و حتى من بينها الوثائق الإداريّة…. 

“الإدارة و الوثائق الإداريّة، هي الازمة بالنّسبة للتونسيين بالدّاخل فما بالك بمواطنينا بالخارج” هكذا قال الفريوي في وصفه للتعقيدات و لبطء الاجراءات الإدارية التونسية عموما في ظلّ بقاء الرّقمنة حلما صعب المنال. 

هذا الأمر قد يكون سببا أساسيا أيضا في عزوف عدد كبير من التونسيين على الاستثمار في تونس او حتى العودة و الاستقرار بالوطن و فتح مشروع صغير كما كان الامر معمولا به سابقا، مما جعل عددا كبير من بينهم يضطر للبقاء بالمهجر و هو ما تسبب في غضب كبير لدى الجالية التونسية. 

و لفت الخبير في الاتصال السّياسي إلى كون تونس لها تقريبا 2 مليون شخص بامكانه الانتخاب في الخارج، فأي دور تلعبه الدّولة التونسية اليوم لتحسيس هذا المواطن بدوره الهام في المرحلة القادمة خاصة مع الاستفتاء؟ و أشار إلى كون الغياب لم يقتصر على هذه المرحلة فقط بل أيضا عرفه التونسيون المقيمون خارج ارض الوطن في العشر سنوات الاخيرة إذ أنّه نظريا كانت توجد لجنة كاملة صلب مجلس نواب الشّعب لمتابعة شؤون مواطنينا بالخارج و لكن فعليا هذه اللّجنة كانت غائبة غيابا تام. 

أزمة المهجرين الغير شرعيين: 

و تحدّث الفريوي على ازمة التونسيين المهاجرين بطرق غير شرعيّة “واصفا الوضع بـ “يوجع القلب” خاصة و انّ عددا كبير منهم يتعرّض لكلّ اشكال التمييز و التنكيل و الجوع مما يدفعه لارتكاب جرائم، معتبرا أنّ عدد التونسيين المقيمين بطريقة غير شرعيبّة كبير و كبير جدا و يجب على الدّولة ان تتدخّل لفائدتهم إمّا بحلّ مشاكلهم داخل تونس او خلق فضاءات للتكفل بهم خارج البلاد بهدف مساعدتهم. 

الحلول المقترحة: 

و كحلول لهذه الازمات اقترح الفريوي تعيين كتابة دولة تهتمّ بالتونسيين في الخارج و يكون حضورها حضورا فعليا تتابع كلّ المشاكل و تدافع على هذه الفئة من المواطنين داخليا و خارجيا و تقوم بحثّهم على الاستثمار داخل تونس. 

كما توفّر جملة من الانشطة الترفيهيّة كالوداديات و النّوادي للتعريف بالموروث الثّقافي التونسي و حتى حثّ الرّياضيين التونسيين على تمثيل تونس و اللعب تحت الراية التونسية، بالاضافة لإعادة اشعاع المدارس التي تدرّس اللغة العربية في المهجر، مذكّرا بأنّ الجالية التونسية قبل الثّورة كانت من اكثر الجاليات المستفيدة من هذه البرامج في كلّ المكاتب و السفارات التونسية. 

محاولات استرجاع الخبرات التونسيّة التي هاجرت تونس و هي في حالة غضب كبير و نقمة على الوضع الذّي كانت تعيش فيه بعد سنوات عديدة من الدّراسة في الدّراسة و بعد اكتساب خبرات كبيرة في تونس و الذّين قرّروا عدم الرّجوع لتونس… و إعادة استمالتهم و زرع الامل فيهم من جديد و ذلك بتوفير ظروف عمل لائقة و أجور تكون مناسبة للكفاءة التي يتمتّعون بها. 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى